عندما تكون من عشاق المستديرة ومن المهتمين بمتابعة مباريات المنافسات الكروية الأبرز على الصعيد العالمي، فأنت مضطر لاقتناء أجهزة استقبال عدة للقنوات الرياضية الخاصة، حتى تتسنى لك مشاهدة هذه المباريات. وإذا كنت تجمع بين متابعة منافسات الدوريات الإسباني والإيطالي والإنكليزي في الوقت ذاته، فأنت مطالب ببطاقة فك كود تشفير خاصة بقناة «الجزيرة الرياضية»، فضلاً عن جهاز استقبال خاص بقنوات أبو ظبي الرياضية التي نالت حقوق نقل الدوري الانكليزي، ليضاف جهاز الاستقبال الجديد إلى أشقائه السابقين. وبذلك يكون المشاهد تحت وطأة سباق القنوات الرياضية في حصر المنافسات لمصلحتها، فلا غرابة من دخول شبكة جديدة لصراع سباق الفضائيات، وتراكم أجهزة الاستقبال، حتى تصل للستة والسبعة أجهزة بجانب كل تلفزيون. عبدالإله الحميد مضطر للخضوع لتلك القنوات بهدف إشباع رغباته الرياضية، ويصف الأمر بقوله: «منذ صغري وأنا من أشد المتابعين لكرة القدم، وبعد أن أصبحت على قدرة لتمويل نفسي مادياً لم أتردد في أن أخضع لشروط القنوات الفضائية التي تقدم هذه المباريات بشكل حصري، المبالغ التي يتم دفعها لسنة كاملة في مقابل متعة مشاهدة المنافسات العالمية ربما لا تصنع أي اشكال، ولكن المبالغة في السعر بطرق غير لائقة مثل إجبار المشاهد على جهاز استقبال خاص بالقناة في حال رغبته في الاشتراك، طريقة لا ترضيني كمشاهد». وأضاف: «أرفض تماماً أن يكون لدي عدد كبير من الأجهزة نزولاً عند رغبة القنوات، فأعتقد أن التقنية تطورت كثيراً باكتشاف بطاقات فك التشفير، فهي تكفي أن أكون مشتركاً في القنوات من خلالها من دون عنوة تعدد الأجهزة بشكل إجباري». فيما أوضح خالد الأرضي أنه حريص جداً على متابعة أنديته المفضلة عالمياً، وأنه يجد العذر في مبالغة القنوات في طرق طرح باقاتها لأسباب شرحها قائلاً: «لست متذمراً من كيفية تسويق الشبكات الفضائية لقنواتها الرياضية، فأنا كمتابع أعي تماماً متطلبات كل دوري عالمي للفوز بنقل مبارياته والأرقام الفلكية في ذلك، ولهذا لا أجد مشكلة في طريقة طرح باقة المشاهدة، وأضف لذلك أنني حريص جداً على متابعة الفرق التي أساندها خارجياً، وسأكون سعيداً بمتابعتهم بدقة من منزلي». واستطرد: «بالتأكيد لا أعني بما ذكرته أنني في صف لي ذراع المتلقي بإجباره على الحصول على جهاز استقبال خاص، وإضافته لما هو لدي في الأساس، ولكن مقصدي في كوني ألتمس العذر للقنوات بأنني سأحصل على الاشتراك، إرضاء لرغبتي في النهاية، وليس لدعم تلك القنوات بكل تأكيد». أما عبدالعزيز الأسمري، فرفض بشكل قاطع ما يحدث، واصفاً إياه ب«الاستغلال»، وقال: «ربما اعتدنا على ملاحقة القنوات الرياضية، فأنا أسارع دائماً في الاشتراك باكراً، وصدقني أن هذا يأتي من باب «مجبراً أخاك لا بطل»، حتى أقلل من إمكان وقوعي في فخ رفع الأسعار المتوقع من هذه القنوات، وحتى أكون أكثر وضوحاً فبعد توجه شريحة كبيرة من الشباب لمتابعة منافسات البطولات الأوروبية، انتهزت الفضائيات الفرصة وتسابقت في استغلال شغف المتابعة في أوساط الشباب بكل أسف». وواصل: «لست من المؤيدين لأساليب رفع الأسعار بإقحام جهاز الاستقبال في مميزات الاشتراك، فهذا فيه حمل مضاعف على المشترك، واستفزاز له فهو ليس رهينة حتى يستغل لدرجة إما شراء جهاز الاستقبال، أو عدم متابعة الدوري الإنكليزي، فلماذا لا يتم إصدار بطاقة ذكية بسعر مناسب وطرح باقة مختلقة بسعر أعلى يكون جهاز الاستقبال إحدى مميزاتها؟».