عندما ظهر نظام ساهر المروري، استقبلته موجة من الاحتجاجات وحامت حول هيبته الشكوك وانتقمت من سطوته النكتات لعل أشهرها ما ألفه جماعة البلاك بيري في سلسله نوادرهم الشهيرة التي تبدأ بكلمة عزيزي، فقالوا (عزيزي ساهر ليش السهر، تحب يعني؟). ولاتستطيع أن تلوم جماعه البلاك بيري فهم لا يعرفون من دواعي السهر سوى الغرام. لكن ساهر اليوم شرح لنا لماذا عزيزنا سهران، فقد أسفرت عملياته الساهرة خلال الأشهر الأربعة الماضية عن انخفاض في عدد الوفيات بنسبة 38٪ إذ انخفضت الوفيات من 118 حالة إلي 79 حالة فيما تراجعت نسبة الإصابات بنسبة 9٪ وانخفضت الحوادث بنسبة 21٪ واستطاع، عزيزنا ساهر أن يضبط عدداً من السيارات المسروقة واللوحات المسروقة، فهل عرفتم اليوم لماذا عزيزنا ساهر سهران؟ هذا الإنجاز هو نتيجة عمل أربعة أشهر فقط وقبل أن تتحول عقيدة ساهر من عامل ضبط و قهر إلي ثقافة شعبية حقيقية تؤمن بأن مصائبنا هي من صنع أيدينا. أربعة أشهر فقط استطاع نظام مثل ساهر أن ينقذ - بعد الله تعالى- أرواح بشرية، ويعيد المسروقات لأهلها ،ويقلل من الحوادث. السؤال اليوم ماذا لو أن «ساهر» يقوم بعملية تطبيع العلاقات مع السائقين وينشر اتفاقات قوامها بث الثقة والوعي، وأولها إعلانه عن أماكن تواجده وكفه عن التخفي وكأنه يترصد لصوصاً؟ ماذا لو آمن نظام المرور اليوم بأنه إذا خطوة أولى فعلت كل هذا، فماذا يمكن أن تفعله مزيد من الخطوات المشابهة؟ ماذا لو أن عائدات ساهر عادت على تطوير وترميم نظام «المرور» بكامله، من تخطيط وسفلته وتطوير في أجهزته وإدارته مثل تسديد المخالفات الإلكتروني إلى إنشاء محكمة خاصة بالقضايا المرورية تنجز حل المنازعات المرورية في 24 ساعة كما في بعض دول الخليج، وكتابة لوحات الطرق باللغتين العربية والإنكليزية، وانتهاءً بصرامة التطبيقات التي لا يكسر الثقة بها معايير المحاباة وابن من تكون؟ ماذا لو تأكد كل مواطن أن ما يسمعه وينتشر اليوم بين الشباب الصغير قبل الكبير بأن الواسطه هو الطريق الأقصر لإسقاط المخالفات عن ظهرك وإلصاقها بآخرين هي مجرد إشاعات؟ الفوضى التي شهدتها شوارعنا خلال السنوات الماضية والتي أسهم فيها مايقارب نصف مليون سائق أجنبي، وصغار السن المراهقون، يجب أن تنتهي اليوم لأن الناس لن تلام إذا وجدت أن أول قواعد القيادة في شوارعنا هي التنازل عن عقلك وصبرك، وحسن أخلاقك، ولأن النتائج التي أسفرت عنها عمل جهاز مثل ساهر، أكدت اليوم بأن ماحدث كان بسبب غياب النظام الحازم في الشوارع وليس بسبب خلل جيني يعود على سكان بلادنا. إننا ننتظر ونزولاً عند رغبة المراهقين أن يضيف نظامنا المروري مفاهيم مثل الحب حين يتعامل مع رعاياه الذين تتعلق حياتهم وسلامتهم به فلا ينتظر أن يكون عمله مجرد جابٍ للضرائب والمخالفات بل نريد أن يدخلهم ضمن منظومة الخدمات الجليلة، ولو فعل، فإنه سيجد الشعب قد بادله الحب بالحب ولوجد بين الناس من يدافع عنه وسيبدل أهل البلاك بيري قولهم بعزيزي ساهر ليش السهر إلى خليك ياعيني ساهر. [email protected]