رحب مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين بالدعوة التي وجهتها وزارة الثقافة الجزائرية إلى المكتبة للمشاركة في الدورة ال15 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الذي يفتتح في 27 من الشهر الجاري. ويأتي ذلك في وقت تجاهلت وزارة الثقافة الجزائرية دعوة الناشرين المصريين لحضور المناسبة ذاتها. وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم معرض القاهرة الدولي للكتاب محمد صابر عرب إن تجاهل الناشرين المصريين يعد «عقاباً للقارئ الجزائري». وفي الوقت نفسه أكد عرب أن الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تعد أكبر دار نشر حكومية في العالم العربي ستشارك في الدورة ال35 لمعرض الكويت الدولي للكتاب على رغم أن إدارة المعرض نفسه قررت عدم السماح لنحو 35 كتاباً لمؤلفين مصريين بارزين بالمشاركة في هذه الدورة التي تنطلق في 13 من الشهر الجاري. وبين هذه الكتب التي صدرت غالبيتها عن دار «الشروق» في القاهرة روايتان ليوسف القعيد هما «قطار الصعيد» و«قسمة الغرماء». وقال القعيد إنه إزاء هذا المنع قرر عدم تلبية دعوة كان تلقاها لإلقاء محاضرة على هامش معرض الكويت عن «واقع الرواية العربية». وتضم قائمة أصحاب الكتب الممنوعة كتاباً بارزين بينهم إبراهيم أصلان وعلاء الأسواني وجمال الغيطاني ومحمد حسنين هيكل وجلال أمين وخيري شلبي وحسن طلب وفاروق جويدة وفهمي هويدي. أما في شأن الموقف الجزائري فقال عرب: «إن دور النشر المصرية تنتج 40 في المئة من حركة النشر في العالم العربي، واستبعادها من المشاركة في معرض الجزائر يشكل عقاباً للشعب الجزائري». وأفاد عرب إن الهيئة المصرية للكتاب ستدعو الجزائر للمشاركة في الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في كانون الثاني (يناير) المقبل. وطالب الحكومة الجزائرية بإعادة النظر في قرار استبعاد الناشرين المصريين من المشاركة في معرض الجزائر «لأنه سيضر بالعلاقات بين البلدين، ليس على المستوى الرسمي فقط، بل على المستوى الشعبي أيضاً». وكان محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب إسماعيل أمزيان قال في تصريحات صحافية إن استبعاد الناشرين المصريين من المشاركة في المعرض هو «رد فعل طبيعي لما تعرض له الجزائريون من سب وشتم وإهانة على الفضائيات المصرية»، في إشارة إلى الأزمة التي ترتبت على مشاركة منتخبي البلدين لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا قبل نحو خمسة أشهر. وقال سراج الدين إن مكتبة الإسكندرية ستشارك بأحدث إصداراتها في الدورة ال15 لمعرض الجزائر. وسبق لمكتبة الإسكندرية أن استضافت الجزائر شرفياً في الدورة السادسة لمعرضها للكتاب عام 2008. ووفقاً لمدير الإعلام في مكتبة الإسكندرية الزميل خالد عزب فإن المكتبة ستصدر قريباً مؤلفات لباحثين جزائريين كان تم الاتفاق في شأنها في إطار المشاريع البحثية لمركز دراسات الخطوط والكتابات ووحدة الدراسات المستقبلية التابعين لمكتبة الإسكندرية. ونوّه عزب بتوثيق فريق عمل مركز دراسات الخطوط والكتابات أخيراً 260 نقشاً من الكتابات الأثرية في الجزائر ضمن مشروع «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط». وكانت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أهدت مكتبة الإسكندرية 1000 كتاب من أحدث الإصدارات الجزائرية، وأهدت المكتبة الجزائر مطبوعاتها كافة، في سياق بروتوكول للتعاون والتبادل الثقافي بين الجانبين.