شهد المؤتمر الثامن لطب وجراحة القلب الذي عقد أول من أمس في الدمام، الإعلان للمرة الأولى عن نجاح زرع أصغر قلب في العالم (HEART MATE 3)، والذي أجازته هيئة الغذاء والدواء الأميركية ال(FDA)، ليكون أول قلب مطور يعطي الإذن بالاستخدام من هيئة دولية معتمدة، مفيدة بأن القلب «آمن للاستخدام طويل الأمد»، إذ يبلغ وزنه كيلو غراماً واحداً. وكشفت نتائج الزراعة أن هذا النوع من القلوب الاصطناعية يأتي كنوع مطور من الأنواع المستخدمة حالياً على مستوى العالم، والتي تجيزها هيئة طبية كبيرة بحجم هيئة الغذاء والدواء الأميركية ال(FDA). وانصبت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الذي ينظمه مركز البابطين لطب وجراحة القلب، التابع لوزارة الصحة بالتعاون مع جمعية القلب السعودية، على أكثر مواضيع -طب وجراحة القلب- أهمية، إذ خُصصت الجلسات لمجموعة من أهم خبراء طب وجراحة القلب في العالم، وعلى رأسهم الاستشاري الفرنسي باسكال لوبرينز المعروف عالميا ب«رائد جراحة القلب الاصطناعي». ونوّه رئيس جمعية القلب السعودية الدكتور خالد الحبيب، إلى أهمية تضافر الجهود على المستوى الوطني، تجاه الحدّ من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى أمراض القلب في السعودية، قائلاً: «إن هناك زيادة في عوامل الخطورة، التي تؤدي إلى أمراض القلب مثل تفشي أمراض السكر، والضغط وكذلك التدخين، وأنه يتوجب على وزارة الصحة أن توجد الحلول الفاعلة في مجال الوقاية»، مشيراً إلى أن ما يميز السعودية عن البلدان الأخرى، أن الإصابة بأمراض القلب تحدث في أعمار مبكرة مقارنة بالدول الأخرى. بدوره، قال الاستشاري العالمي الدكتور داني بوشار، والذي قام بتدريس العديد من جراحي القلب حول العالم، إذ يعد من رواد تغيير صمامات القلب عن طريق الجراحة الأقل تداخلية (تغيير وزرع صمامات القلب من دون جراحة): «إن مؤتمر القلب الثامن في الدمام، فرصة مهمة للتواصل مع جراحي القلب وتبادل الخبرات معهم». إلى ذلك، قال رئيس قسم الجراحة القلب في معهد القلب القومي بمصر، المدير التنفيذي للزمالة المصرية لجراحة القلب الدكتور سامح الأمين: «إن التعاون بين جراحي القلب في مصر والمملكة نشط على الكثير من المستويات، من خلال المشاركة المتبادلة في المؤتمرات والأبحاث العلمية، كما أنه تتم الاستعانة بجراحي القلب السعوديين، كممتحن خارجي للزمالة المصرية، وذلك ضمن التقويم النهائي للأطباء المصريين، لمنحهم الزمالة في جراحة القلب، مشيراً إلى مشاركة الدكتور خالد إسكندر في امتحان الزمالة المصرية لعامي 2009 و2013، ومشاركة الدكتورة السعودية هويدا القثامي كممتحن خارجي في 2010 بالقاهرة. وأشار إلى أن المشاركة في مؤتمرات جراحة القلب المصرية والسعودية، ناشطة ودائمة بين الطرفين، إذ حضر مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة القلب 11 جراحاً من المملكة، كما أنه ينتظر حضورهم لتقديم خبراتهم ودراساتهم في المؤتمر المزمع عقده في نيسان (أبريل) المقبل. وحول البحث المقدم في المؤتمر، قال الدكتور الأمين إنه يتلخص في علاج مرض مزمن، استعصى على الأدوية الطبية، وهو علاج الذبذبة الأذنية المصاحبة لمرض الصمام الميترالي، إذ يقوم الجراح بإصلاح الصمام الميترالي، ثم يتجه إلى عملية كي بالموجات الراديو الترديية، لكي الأذين الأيسر واسترجاع النظام الأساسي لضربات القلب.