استشاط الاتحاديون غضباً عقب قرار تأجيل مباراة فريقهم ضد الهلال في المرحلة السابعة من الدوري السعودي لكرة القدم، واعتبروا القرار بمثابة هضم لحقوق لناديهم وهدية غير مبررة لمنافسهم «المترنح» عقب موقعة الغرافة، وبلغ الأمر أن شن بعض الاتحاديين هجوماً على الهلال على اعتبار أنه ناد مدلل ويحظى بمحاباة من اتحاد كرة القدم على حساب الأندية الأخرى.. ومع يقيني أن قرار التأجيل لم يكن له ما يبرره، إلا أن تعامل الاتحاديين مع ذلك القرار لم يكن منطقياً حين صبوا جام غضبهم على الهلال بطريقة غير عقلانية مع أن النادي الأزرق ليس الخصم في القضية ولا يمتلك مسؤولوه حق اتخاذ القرارت نيابة عن اتحاد اللعبة، إذ كان من الأجدى أن يتصدى الاتحاديون لخصمهم الحقيقي وهي الجهة التي اتخذت القرار، لأن من حق الهلال أن يتقدم بطلب تأجيل مبارياته حتى انتهاء البطولة الآسيوية، ومن حق لجنة المسابقات أن تطبق اللوائح والأنظمة على هذا الطلب وإصدار قرارها بالقبول أو الرفض. لم نكن نتمنى أن يصل الأمر الى مرحلة التراشق الاعلامي على اعتبار أن الهلال سيخوض مهمة صعبة دفاعاً عن سمعة الكرة السعودية، وكان من الأجدر أن توجه الانتقادات إلى لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم التي اتخذت قراراً لا يواكب التطور الذي أصاب عمل اللجنة في الموسم الحالي، بل انه بمثابة خطوة إلى الوراء تبرهن أن العمل المنظم غير ممكن وأن هناك من لا يعترف بالمهنية ولا يدرك أهميتها، لأن مشروع دوري المحترفين بات رافداً اقتصادياً للأندية ومجرد محاولة العبث بأدواته أمر سينزع ثقة المشجع والمستثمر في هذا المشروع، خصوصاً أن الطريقة التي اتخذ فيها قرار التأجيل لم تكن مهنية عندما تم استخدام عبارة «إلى أجل غير مسمى» وصياغة القرار على طريقة «راجعنا بكره» !! .. كان على اعضاء لجنة المسابقات تطبيق اللائحة طالما انهم قالوا في بداية الموسم ان برنامج الدوري اخذ في الاعتبار دعم الاندية السعودية في دوري ابطال آسيا، وطالما أنهم يرون في انفسهم الكفاءة للعمل في لجنة المسابقات وإدارة مباريات دوري المحترفين كما يدار في بقية بلدان العالم.. وحقيقة لا عذر لأعضاء اللجنة إلا أن يكونوا آخر من يعلم بقرار التأجيل وفي هذه الحالة يجب عليهم الاعتذار لأنصار كرة القدم السعودية بتقديم استقالة جماعية حفظاً لماء الوجه وإخلاءً للمسؤولية.. ومع الأسف نحن من نضع الأنظمة والقوانين ونحن أول من يتحايل عليها بهدف تجاوزها، لأننا لا نقيم وزناً لها ولا ندرك اهميتها بل ان هناك من يرى فيها امراً مزعجاً يصعب التأقلم معه في ظل نزعة الفوضى التي تسكن في داخله! [email protected]