شيع المئات من أهالي محافظة ضباء في منطقة تبوك أمس معلمتين توفيتا إثر حادثة مرورية في المحافظة أول من أمس. وتناقل المشيعون قصة الحادثة المأساوية وأثرها في أهالي الفقيدتين والمصابات، وتبين أن المعلمة عزيزة أحمد الطقيقي من المعينات حديثاً وكانت سعيدة جداً بقبولها في سلك التعليم، لكن فرحتها لم تكتمل، فيما كانت خديجة سالم العميري التي كلفت أخيراً بإدارة مدرسة قرية النابع تواجه مخاطر الطرقات على مدى ثلاثة أعوام حتى كانت منيتها أول من أمس. ومن بين المعلمات المصابات تعد إصابة بسمة البوق (معلمة تربية إسلامية منذ عامين) الأخطر، وجرى نقلها من مستشفى ضباء العام إلى مستشفى الملك خالد في تبوك. وهي متزوجة منذ خمسة أشهر. وذكر زوجها مشاري العبيدان ل«الحياة» أنها مصابة في رأسها، إذ تعرضت لكسور في الوجه والجمجمة، لافتاً إلى أنها بدأت تتحسن. ولا تزال المعلمتان الباقيتان في قسم العناية المركزة في مستشفى ضباء لكن حالهما مستقرة. وعبّر المدير العام للتربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد اللحيدان، عن عميق حزنه لوفاة المعلمتين في الحادثة. وقال «المتوفتان أختاي، رحلتا وهما في طريقهما لتقديم رسالة تربوية، عزائي إلى أهلهما، وأسأل الله عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته»، فيما زار مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة صالح المحلاوي المصابتين في مستشفى ضباء واطمأن على صحتهما وقدم مواساته لأسرتي المعلمتين الراحلتين. وكانت سيارة تقل 5 معلمات اصطدمت بشاحنة قرب قرية نابع داما (70 كيلو متراً شرق محافظة ضباء) أول من أمس، ما أدى إلى وفاة معلمتين إضافة إلى إصابة الباقيات. وذكر تقريرا الأمن والمرور أن السيارة التي كانت تقل المعلمات الخمس تحركت الساعة السادسة صباحاً إلى مقر عملهن في بلدة نابع داما، وبسبب سوء تصرف من السائق ارتطمت السيارة بمؤخرة ناقلة شركة أهلية في محيط دوار أرامكو. وتطالب معلمات في منطقة تبوك بوضع حد لمعاناتهن اليومية في السير مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهن يومياً، مشيرات إلى أن المجتمع يطلق على رحلات المعلمات، خصوصاً ممن يعملن في مدارس بعيدة عن أماكن سكنهن اسم «رحلة الموت» والتي تبدأ من الخامسة فجراً ولا تنتهي قبل الثانية ظهراً، حتى إن بعضهن يستودعن الله في أطفالهن وعائلاتهن قبل مغادرتهن بيوتهن، لأنهن لا يعلمن إن كن سيعدن أحياءً أم سيتحولن إلى رقم آخر يُضاف إلى إحصاءات وفيات حوادث المعلمات على الطريق. وأكدت المعلمة سناء ل«الحياة» أنها تنتقل يومياً أكثر من 170 كيلومتراً لتصل إلى مدرستها، مشيرة إلى أنها تودع أبناءها كل صباح قبل مغادرة منزلها. يذكر أن عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الدكتور خليل آل إبراهيم ذكر أن المجلس طرح قضية نقل معلمات المدارس النائية في محاولة لإيجاد حل، سواء من خلال تبني وزارة التربية إيجاد مساكن جماعية للمعلمات في تلك المناطق البعيدة، خصوصاً في المناطق التي تزيد المسافة فيها على 100 كيلو متر. وأوضح أن الوزارة لم تتبن هذا الحل ولم تستجب له، مطالباً وزارة التربية بالبحث عن حلول أخرى بعد رفضها إنشاء مساكن للمعلمات، منها توفير وسائل مواصلات آمنة وسائقين على مستوى من الكفاءة في القيادة، لتلافي ما يتعرضن له من حوادث بسبب تنقلهن مع بعض العمالة في سيارات صغيرة غير آمنة ولا تتحمل المسافات الطويلة.