سلمت ملكة السويد سيلفيا جائزة الطفل العالمية إلى نيلسون مانديلا وإلى غراسا ماشيل في حفلة أقيمت في العاصمة السويدية استوكهولم، جاءت نتاج عملية تربوية شملت أكثر من 53 ألف مدرسة و7.1 مليون طفل في 102 من البلدان. تهدف جائزة الطفل العالمية التي تأسست منذ عشر سنوات على يد صحافي أراد إطلاق حملة توعية حول اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان (التي وقّع عليها كل بلدان العالم باستثناء الولاياتالمتحدة والصومال) إلى تعليم الأطفال في أكثر من 102 من البلدان ومساعدتهم. ويركز نص هذه الاتفاقية الطويل باختصار على حقّ الطفل في اكتساب هوية وفي الحصول على مأوى وعلى غذاء وبالتمتع بأعلى مستوى صحي وعلى حقّه في التعليم وفي التنعم بحياة عائلية سعيدة. وعلى رغم مرور عشر سنوات على اقرارها لا يحظى ملايين من الأطفال بهذه الحقوق. يقوم كلّ من ماغنوس بيرغمار وبيورن لارسون وهما مؤسسا المؤسسة السويدية التي تدير عملية تسليم الجائزة بتعيين لجنة حكم مؤلفة من ستة عشر طفلاً لاختيار الفائزين بهذه الجائزة في كلّ سنة. وتضم اللجنة صبياً كان يعمل جندياً في أفريقيا وآخر من فلسطين يمثّل كلّ طفل يعيش تحت نير الاحتلال إلى جانب طفل يتيم من جنوب أفريقيا أُجبر على العمل في الشارع بعد وفاة والديه. كما أسست مجلة تسمح لعدد كبير من الأطفال من أنحاء البلدان بالتحدّث عن وجوه حياة الأطفال المختلفة في العالم اليوم. وعلى رغم أنّ هذه المجلة تعالج مسائل صعبة وتعبّر عن الحزن والأسى الذي يشعر به بعض الأطفال، فإنها تبدو إيجابية لا سيما أنها تجسّد الفرح والسعادة التي يشعر بها عدد كبير من الأطفال من ثقافات مختلفة. وعندما يقرأ الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة عن حياة الأطفال الآخرين، يدركون بأنهم ليسوا وحدهم. فتشكّل جائزة الطفل العالمية جسراً بين أطفال العالم. وتوزّع المجلة على أكثر من 53 ألف مدرسة تضمّ أكثر من 20 مليون تلميذ. وخلال السنة الماضية، شارك سبعة ملايين منهم في عملية تصويت عامة. وتقوم صفوف الفنون في المدارس بتحضير ملصقات حملة التصويت. وتستعين صفوف الجغرافيا بالمجلة لوصف حياة الأطفال في أنحاء مختلفة من العالم، فيما يعدّ تلاميذ الرياضيات أصوات الأطفال. وتُعتبر المجلة وسيلة يمكن استخدامها في المدرسة مع العلم أنها تشكّل جزءاً من البرنامج الدراسي في جنوب أفريقيا. يدير تلاميذ المدرسة عملية التصويت على الجائزة بمساعدة أساتذة متحمسين في أنحاء العالم. وقد انتشرت قصة هذه الجائزة بسرعة على مرّ السنوات العشر الأخيرة. والأرقام دليل على ذلك. لكن، وعلى رغم أنه تمت ترجمة أهداف الجائزة إلى إحدى عشر لغة، إلا أنه لم يتمّ حتى الآن إجراء عملية التصويت في مدارس الشرق الأوسط. واللافت في نظام التصويت على الجائزة، أن المدارس والأساتذة لا يحتاجون إلى دفع أي مبلغ مالي ليشاركوا. فلا يجدر بهم تسديد اشتراك سنوي للمشاركة في عملية التصويت. إذ يرغب المنظمون في تشجيع أكبر عدد ممكن من الأطفال على المشاركة فيها مع العلم أنه من المرجح أن يرتفع عدد المشاركين بسبب وجود شبكة قوية تضم أطفالاً وأساتذة متحمسين للمشاركة في هذه العملية. * محام في الشركة القانونية «توماس ايغار» في لندن.