انشغلت الصحف المحلية خلال الفترة الماضية ببدء تنمية المشاريع العقارية من خلال دور السينما على المستوى المحلي والعالم العربي، ونتساءل نحن والمستثمرون هل السينما لها علاقة مباشرة بالمشاريع العقارية أم لا؟ لا يخفى على القارئ دور السينما في الاقتصاد السعودي والذي يحتاج إلى تنوع في مداخيله، وأرى أن غياب السينما في المملكة تأخر كثيراً. والحل أن السوق العقارية مؤهلة لتوفير أماكن مخصصة لدور السينما ولدينا ما يستوعب ذلك كالمولات التجارية ومقاهي الكوفي شوب الكبرى التي توجد بها أماكن مخصصة لعرض الأفلام السينمائية وتوافرها في كثير من المدن كالرياضوجدة والخبر وأبها. وكانت مبادرة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في دعمه للشباب السعودي في بث الأفلام السينمائية على القناة الثقافية الفضائية علماً بأنه من صميم دعم الشباب السعودي دعم الاقتصاد الذي هو روح العصر ومنه الدعم للتنمية العقارية وفي جميع المجالات الأخرى عبر الأفلام السينمائية. والدول المتقدمة مروا بهذه التجربة منذ سنين عدة، فكان مالكو المحال الصغيرة المجاورة لمحل كافيه صغير يدعى دا دوملاس في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس يتوقعون أن الفيلم الذي تم تصويره في المحل الأخير سيغير كل شيء في المنطقة. فطاقم الفيلم الفرنسي منخفض الإنتاج (أميلي) صوروا مشاهدهم وغادروا ليعود بدلاً منهم عشرات الآلاف من السياح حول العالم، حيث يتوافد منهم المئات كل يوم ليرتشفوا قدحاً من القهوة في الكافيه الذي تعمل فيه الشخصية الرئيسية في الفيلم (أميلي)، والذي كتب لها القدر نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير. تسبب فيلم واحد في جعل تلك البقعة الباريسية محط أنظار السياح ما جعلها تنتعش اقتصادياً وبالتالي تتحسن أموال مالكي العقار فيها. وإنما شاهدت بنفسي قبل سنتين من الآن قد تم إنشاء مركز تجاري في منطقة الرياض ويقع على طريق العليا العام وخصص خلف المركز قاعة كبيرة تم إنشاؤها على أنها صالة سينمائية، ولكن واجه المالك صعوبة في تأجيرها لجهة معينة بسبب عدم تصريح حينها بتفعيل دور السينما ما غير استراتيجيته إلى استغلالها في نشاط آخر. ولكن لو كان نوع السينما كما هو مصرح به في المملكة من أفلام هادفة لكان ذلك فيه سهولة للحصول على التراخيص ما يؤدي إلى الفائدة للمجتمع. ونرى كثيراً من المولات التجارية التي تعاني معاناة كبيرة من الخسائر المالية خلال الفترة الأخيرة والتي أصبح عمرها الافتراضي قصيراً جداً في الاستمرارية والمنافسة وأحد هذه الأسباب يرجع إلى عدم توافر الدعاية والإعلان عبر السينما والتلفزيون. وأستشهد بقول أحد المستثمرين العرب حول دور السينما وارتباطها بالمشاريع العقارية بدأ قوله إنها مرتبطة ارتباطاً كبيراً بالمولات التجارية وأثرت تأثيراً في مداخليها وحققت أرباحاً خيالية لشركات معروفة في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي الأخير، أرى أن هناك ترابطاً حقيقياً بين دور السينما والمشاريع العقارية والذي أنصح به خاصة المستثمرين بالتوجه إلى تخصيص مثل هذه المراكز التجارية جزء منها لصالة سينمائية وأماكن ترفيهية والاستعانة بالخبراء العقاريين في اختيار أفضل المواقع العقارية المميزة. * اعلامي سعودي مهتم بالشأن العقاري .