لا يختلف اثنان على أن الإعلام الشعبي يعج بالفوضى، كونه مجالاً يسهل على الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب الدخول فيه، والتربع على عرشه، والإستفادة منه في إنهاء أموره الخاصة. يستغل إعلامي شعبي ظهوره في برنامج على قناة شعبية تدعي اهتمامها بالموروث في التفاخر بين أصدقائه بمهنته، التي لا يعرف منها إلا اسمها، وتقويمه لزملائه، وأنه هو المتسيد في مجاله، ولا يوجد أحد ينافسه، ويعتبر نفسه الأول وغيره يتزاحمون على وصافته. الإعلام الشعبي أدخل على المجال الكثيرين من الجهلة، وجمهور الشعراء، لأن معظم هؤلاء الدخلاء تربطه علاقة بشاعر نبطي، فليس لديه وظيفة إلا نقل أخبار سفر وزواج، وأمسية قريبه أو صديقه الشاعر، ومن ثم يسمي نفسه إعلامياً. ما نحتاجه في الفترة المقبلة توقيف معظم الإعلاميين الشعبيين، أو عدم تصنيفهم من أصحاب المهنة. قد لا أستغرب في يوم ما أن يأتي سائق عائلتي الهندي يطلب تحويل مهنته إلى إعلامي بعد وجود فرصة عمل في قناة شعبية تضم عشرات رعاة الإبل، والمتطفلين على الشعر. [email protected]