القرآن كلام الله تعالى، وهو حبله المتين، وصراطه المستقيم، من تمسّك به اهتدى، ومن أعرض عنه ضل وهوى، وهو الذكر المبارك والنور المبين، وهو روح وحياة، وموعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى وشفاء ورحمة للمؤمنين، وتبيان لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فما من باطل إلا وفي القرآن ما يدمغه، ولا شبهة إلا وفيه بيان بطلانها، قال تعالى: «ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً». سماه الله نوراً، وجعله للناس شفاء. قال تعالى: «وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم». أعجب به الجن لما سمعوه، فآمنوا به واتبعوه: «قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً». وإن من النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة الأبناء الذين تقر بهم الأعين، وتهنأ بهم النفوس، ومن فضل الله علينا ما نشاهده من تيسير الله تعالى لحفظ القرآن العظيم ودعم متواصل من ولاة أمر يحبون الخير ويتقدمونه، فها هي المساجد وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس والجمعيات تلقى العناية والرعاية لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وها هي المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات وهي تدخل عامها ال11 تتوّج الحافظين والحافظات للتنافس بين فتية حفظوا القرآن الكريم فاستنارت قلوبهم، وسعدوا بكتاب ربهم. فهنيئاً للأبناء حفظهم كتاب الله تعالى، وهنيئاً لهم الخير والبركة بحفظهم كتاب ربهم، قال خباب بن الأرت رضي الله عنه لرجل: «تقرب إلى الله ما استطعت، وأعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه» وقال ابن مسعود: «من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله»، ومما لا شك فيه أن لحفظ القرآن الكريم ثمرات كثيرة تكفّل الله تعالى بها لمن حفظ القرآن الكريم وتلاه حق تلاوته، نذكر منها على سبيل الإيجاز: - الرفعة في الدنيا والآخرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين»، فالقرآن يرفع أهله ويعلي شأنهم. - من ثمراته أنهم من أهل الله وخاصته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته». - من ثمراته أن إجلالهم - أي حافظ القرآن - من إجلال الله عز وجل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه». - من ثمرات حفظ القرآن: إنه يلبس حلة الكرامة، قال صلى الله عليه وسلم: «يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يارب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة». - من ثمراته أن القرآن الكريم شفيع لمن تحب يوم الفزع الأكبر، قال صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه». أما الوالد فله من الأجر والمثوبة الشيء الكثير ومن ذلك: يلبس يوم القيامة حلتين، قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به، ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوءه مثل الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا، أي لا تساويهما الدنيا، فيقولان بم كسينا، فيقال بأخذ ولدكما القرآن». هذه بعض ثمرات حفظ القرآن الكريم، التي تستنهض همم الآباء ليقوموا بواجبهم تجاه أبنائهم وتشجيعهم على الحفظ والتدبر، حتى تقر أعينهم بأبنائهم ويجدوا بركتهم وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وفي الختام: أسأل الله تعالى أن يجزي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خير الجزاء على ما قدم لهذه الجائزة المباركة خلال أحد عشر عاماً من دعم مادي واهتمام معنوي وحضور مميز ومتابعة لمسيرتها المباركة، فحققت ولله الحمد نجاحاً وإقبالاً من جميع مناطق المملكة للمشاركة في هذه الجائزة، وما تحظى به من عناية خاصة من الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، الذي لم يألُ جهداً في كل ما من شأنه الرقي بمستواها، وتطويرها ودعمه. نائب الأمين العام لمسابقة القرآن الكريم.