عاد الصحافي الأميركي الشهير بوب وودوارد، الذي كشف فضيحة «ووترغيت» التي أطاحت بالرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، إلى دائرة الضوء بكتاب جديد يكشف شقاقات عميقة بين أقطاب إدارة الرئيس باراك أوباما حيال الحرب في أفغانستان. ويورد أن أوباما طلب من معاونيه خطة للخروج من أفغانستان، لكنهم كلما طلب ألحوا عليه بزيادة عدد القوات الأميركية هناك. ويقول وودوارد في كتابه «حروب أوباما» إن أوباما اضطر في نهاية المطاف إلى وضع استراتيجية الخروج من أفغانستان بنفسه، بإملاء سكرتيرته مذكرة سرية من ست صفحات سعى من خلالها للحد من ثورة أميركا في أفغانستان. وينقل المؤلف وقائع اجتماع في البيت الأبيض يصف فيه أوباما باكستان بأنها «السرطان»، في إشارة لتواطؤ عملائها مع حركة طالبان. ويشير الكتاب الذي سيصدر الاثنين المقبل إلى أن أوباما أبلغ وزيري الدفاع روبرت غيتس والخارجية هيلاري رودرم كلينتون، في اجتماع عقد في البيت الأبيض في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2009، رداً على مطالبة العسكريين بزيادة القوات الأميركية في أفغانستان بواقع 40 ألفاً، بأنه لن يسمح ببقاء الأميركيين هناك عشر سنوات، وأنه لن يبقى في أفغانستان ليقوم ببناء ثقة الشعب الأفغاني بنفسه. وأضاف في نبرة صارمة: «لن أنفق تريليون دولار» على الحرب في أفغانستان. ويظهر الكتاب أوباما على خلاف شديد مع رئيس أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايكل مولن وقائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس. ويؤكد وودوارد أن الخلافات غالباً تتحول إلى مشاحنات شخصية. ويعد «حروب أوباما» الكتاب ال16 لوودوارد (67 عاماً) الذي انطلقت شهرته بعدما أصدر كتابه «كل رجال الرئيس» الذي كشف فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة نيكسون في عام 1974.