أسدل أمس (الأربعاء) الستار عن قضية شغلت الرأي العام في شمال الطائف طيلة الأسبوع الماضى، بعد وقوع جريمة قتل غامضة راح ضحيتها وافد إثيوبي الجنسية يعمل راعي أغنام لأحد المواطنين في مركز المويه. ومنذ تلقي فرق البحث الجنائي البلاغ الذي أُفيد فيه بهروب المتهم الرئيس في الجريمة (من بني جلدة القتيل) من مسرح الحدث، بدأت في تمشيط المنطقة ومطاردة المتهم الهارب من مكان إلى آخر بقيادة ميدانية من مدير البحث الجنائي في الطائف العقيد خالد خميس، إذ تم تحديد مواقع عدة ظل المتهم يتنقل بينها من طريق رصد هاتفه النقال. وعلمت «الحياة» أن المتهم الهارب عمد إلى تغيير أكثر من «شريحة جوال» ويغلق بين الفينة والأخرى هاتفه المحمول، وعلى رغم محاصرته ومطاردته وتضييق الخناق عليه عبر الصحاري الشاسعة المحيطة بمسرح الجريمة جنوب ظلم وشمال خط عفيف، إلا أن المشتبه به كان يتنقل من (عزبة) إلى أخرى بحثاً عن عمل لرعي الأغنام. وكانت عقارب ساعة ظهر أمس (الأربعاء) توقفت عند الساعة الواحدة التي وقفت معها محركات المركبات المطاردة التابعة لرجال الأمن التي لم تهدأ وتيرتها منذ أسبوع مضى، إلا بعد أن تم رصد المتهم في صحراء الحوميات شرق ظلم ووقوعه أخيراً في قبضة رجال الأمن لينقل على الفور إلى محافظة الطائف بعد مطاردة ماراثونية ألهبت صحاري شمال الطائف. وقال الناطق الإعلامي في شرطة الطائف الرائد تركي الشهري ل «الحياة»: «منذ تلقي مركز شرطة المويه البلاغ عن العثور على شخص متوفى يشتبه في أن تكون وفاته جنائية، صدر توجيه مدير شرطة الطائف المكلف محمد على الغامدي بتكثيف جهود البحث والتحري في المنطقة، خصوصاً أن المتوفى من جنسية إفريقية ومن مخالفي نظام الإقامة (مقيم بطريقة غير نظامية) بالبلاد، وقد تم تشكيل فريق عمل بحث ميداني برئاسة مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي منذ ورود البلاغ ومتابعة مدير إدارة شؤون الأمن، إذ جرى التعميم عن المشتبه به الرئيس في القضية، وأشارت نتائج التحقيقات الأولية إلى أنه من بني جلدة القتيل وذلك في ضوء أوصافه المتوافرة وتم تعقب المتهم من فريق البحث وكذلك أفرع أجهزة الأمن العام المنتشرة في المنطقة وأفراد من شرطة الحوميات حتى تم القبض عليه». وأشار إلى أن المتهم المقبوض عليه يخضع حالياً للاستجواب لكشف ملابسات القضية، إذ ما زالت إجراءات التحقيق مستمرة.