دعا الرئيس السوري بشار الأسد «اوروبا عموماً، وألمانيا خصوصاً، الى لعب دور أبرز وأكثر فاعلية» في منطقة الشرق الاوسط، مشدداً على ضرورة العمل على «جميع المستويات لتوحيد الصف الفلسطيني». جاء ذلك خلال لقاء الأسد أمس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني روبريخت بولينتس بحضور المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، في وقت تشهد دمشق في الايام المقبلة نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً يتضمن زيارات لعدد من المسؤولين. وأفاد بيان رئاسي ان لقاء الأسد مع برولينتس امس تناول «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وآخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، إضافة إلى التطورات المتعلقة بعملية السلام والجهود الرامية إلى تحقيقه، حيث عرض الأسد رؤية سورية للسلام وموقفها الداعي إلى سلام عادل وشامل على أساس الشرعية الدولية وعودة الحقوق كاملة». ودعا الرئيس السوري إلى «العمل على جميع المستويات لتوحيد الصف الفلسطيني الذي يشكل أساساً لا غنى عنه لتحقيق أي تقدم في موضوع السلام». ونقل البيان عن البرلماني الالماني تأكيده «تعزيز العلاقات بين سورية وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المجالات كافة»، منوهاً ب»أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به سورية في تأمين الاستقرار وتوطيد الأمن في الشرق الأوسط». ويستقبل الرئيس الأسد رئيس البرلمان القبرصي ماريوس غارويان خلال زيارته التي بدأت امس، فيما نوّه غارويان لدى وصوله ب»عمق العلاقات السورية - القبرصية التي ترجع إلى عقود عديدة». وأكد رئيس البرلمان السوري محمود الأبرش خلال لقائه غارويان امس»أهمية الافادة من القرب الجغرافي بين البلدين وموقع كل منهما ودورهما في الاتحاد الأوروبي والعالم العربي بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين ويعزز الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة». وتأتي زيارة غارويان ضمن النشاط الديبلوماسي المكثف في دمشق والتحركات السورية المقبلة في اكثر من اتجاه. وتبدأ تلك النشاطات باستضافة مدينة اللاذقية في الثالث من الشهر المقبل الاجتماعات الوزارية للمجلس الاستراتيجي السوري - التركي برئاسة معاون نائب الرئيس حسن توركماني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لمراجعة الاتفاقات السابقة ومدى تنفيذها لتعزيز العلاقات الثنائية. ويسبق ذلك اجتماع مشترك لرجال اعمال في طرطوس. وقالت مصادر تركية ل»الحياة» ان توركماني سيزور انقرة بداية الاسبوع المقبل، على ان يعقد المجلس الاستراتيجي برئاسة رئيسي مجلسي الوزراء رجب طيب اردوغان ومحمد ناجي عطري في تركيا نهاية السنة لتوقيع اتفاقات جديدة. وأكدت المصادر ان اجتماعاً رباعياً يضم اوغلو ووزير الخارجية السوري ونظيريهما الاردني ناصر الجودة واللبناني علي الشامي سيعقد في نيويورك السبت المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للبحث في التعاون الاستراتيجي بعد لقاء وزراء الاقتصاد في هذه الدول في اسطنبول قبل اسابيع للبحث في تطوير العلاقات الاقتصادية واقامة منطقة تجارة حرة. كما تستضيف العاصمة السورية في الاسبوع الاول من الشهر المقبل وزراء خارجية بيرو والاكوادور ونيغاراغوا ضمن الاستعدادات لعقد القمة الثالثة بين الدول العربية واميركا الجنوبية في ليما (بيرو) منتصف شباط (فبراير) المقبل. وعلى صعيد العلاقات السورية - الاوروبية، أفادت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان وزير الخارجية الروماني تيودور سكوتشي سيزور دمشق في الخامس من الشهر المقبل، قبل قيام نظيرته الدنماركية لين اسبرين بزيارة مماثلة في 12 منه، على ان يجري مسؤول التوسع وسياسات الجوار الاوروبي محادثات في سورية نهاية الشهر، علماً بأن اسبانيا تعمل على استضافة قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» في برشلونة نهاية الشهر المقبل. ويعقد الوفد السوري برئاسة المعلم في نيويورك سلسلة من المحادثات بينها لقاء وزراء خارجية المانيا وبريطانيا واسبانيا وروسيا وبلجيكا وبيلاروسيا والنروج. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» ان اتصالات تجرى لعقد لقاء بين المعلم ونائب وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليم بيرنز في نيويورك ودعوة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى واشنطن في نهاية الشهر الجاري. وكان الرئيس الأسد بحث الخميس الماضي مع المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في عملية السلام و«العلاقات بين سورية والولايات المتحدة وأهمية استمرار الحوار الجاد والبناء من أجل تطوير هذه العلاقات بما يعود بالمنفعة على البلدين والشعبين ويخدم أمن المنطقة واستقرارها».