طالب وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، باسم حكومة المملكة، الدول الإسلامية بأن تقف موقفاً حازماً وقوياً تجاه الاعتداء السافر من الميليشيات الحوثية، بإطلاقها صاروخاً باليستياً استهدف مكةالمكرمة الخميس الماضي، ومن يقف وراءه من قوى البغي والشر. وأطلع مدني، خلال استقباله في مقر وزارة الخارجية بالرياض أمس (الإثنين)، رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية لدى المملكة على شناعة ذلك الاعتداء وخطورته على أهم وأشرف مقدسات المسلمين وقبلتهم ومهبط وحيهم من فئة باغية لم تراعِ ديناً ولا عرفاً، ولم تحترم عهداً ولا ميثاقاً. وأكد - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن الاعتداء على مكةالمكرمة اعتداء على كل مسلم وعلى كل بقعة من ديار المسلمين أينما كانت، ما يستدعي وقوف الدول الإسلامية كافة متضامنة في وجهه، وتعبر عن ذلك بكل وضوح وحزم. من جهته، عبّر عميد السلك الدبلوماسي في المملكة سفير جيبوتي ضياء الدين سعيد بامخرمة، ونيابة عن سفراء الدول الإسلامية عن إدانة واستنكار الجميع لهذا الاعتداء السافر والغاشم، الذي يعد استفزازاً لمشاعر المسلمين، كما عبّر عن تقدير السفراء والدول، التي يمثلونها، للجهود التي بذلتها وتبذلها المملكة في سبيل رعاية وحماية وخدمة أشرف مقدسات المسلمين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. إلى ذلك، دانت منظمات إسلامية عربية ودولية إطلاق ميليشيا الحوثي صاروخاً باتجاه مكةالمكرمة، مهوى أفئدة المسلمين وأقدس المقدسات الإسلامية. وقالت منظمة نشطاء السُنة في إيران إن ميليشيا الحوثي لم تراعِ حرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم التي شرفها الله تعالى وجعلها حرماً ومثابة للناس وأمناً. واستنكرت المنظمة في بيان لها أمس (الإثنين) بشدة العمليات الإرهابية الأخيرة من الميليشيات الحوثية الطائفية المدعومة من إيران التي تسعى إلى ضرب أمن المملكة واستقرارها، مهبط الوحي ومحضن الحرمين الشريفين. وقالت في بيانها - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: «إننا في منظمة نشطاء السُنة في إيران نعلن تضامننا ووقوفنا مع المملكة دفاعاً عن حرمة الأراضي المقدسة، مطالبين المسلمين في العالم بإدانة هذه الجريمة النكراء، والعمل على تخليص اليمن من هذه الشرذمة الباغية، وردع من يقف معها ويسلحها ويدافع عنها». وفي إسلام آباد، دانت منظمة «وفاق المساجد» الباكستانية الهجوم بشدة، موضحة في مؤتمر صحافي لمشرفها العام رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي، في لاهور أمس، عزم المساجد التابعة لها والبالغ عددها أكثر من 74 ألف مسجد في عموم باكستان على عقد اجتماعات (الجمعة) المقبلة لاستنكار الهجوم، والإشادة بجهود القوات المسلحة السعودية في التصدي لهذا الصاروخ. وبيّن أن العدوان الحوثي الإرهابي لم يراعِ حرمة المكان وقدسيته ومشاعر المسلمين في بقاع الأرض، بل اعتدى على قلب الأمة الإسلامية قبلة المسلمين ومهبط الوحي، مشيراً إلى أن هذا العمل كشف عن طبيعة التمرد الحوثي ونياتهم الخبيثة وإفلاسهم الأخلاقي، الذي لا تردعه حدود دينية ولا إنسانية ولا أخلاقية، ويسعون من خلاله إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي، تنفيذاً للأجندات الخارجية التي تمليها عليهم عصابات الشر والكراهية. وأكد أن إطلاق الصاروخ الباليستي باتجاه مكةالمكرمة يدل على أن هدف التنظيمات الإرهابية هو استهداف الحرمين الشريفين وليس السعودية. وفي العاصمة البريطانية لندن، دانت جمعية علماء بريطانيا محاولة الميليشيات الحوثية إطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكةالمكرمة. وقال الأمين العام للجمعية محمد إسماعيل إن استهداف الحوثيين البقعة المباركة يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعملاً إجرامياً تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية، مفيداً بأن الجمعية على ثقة ويقين تام بما أنعم الله تعالى على السعودية من التمكين والقدرة على ردع مثل هذا الاعتداء ودحر شره عن المقدسات الإسلامية. وأكد أمس أن جمعية علماء بريطانيا تجدد وقوفها إلى جانب السعودية ومواقفها في مواجهة الإرهاب، وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها، مطالباً جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه. ودعا إسماعيل المولى عز وجل أن يدمر من أراد بيته بسوء كما دمر أصحاب الفيل، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأن يردهم على أعقابهم خائبين. وفي المنامة، دان مجلس الوزراء البحريني الاعتداء. وقال الأمين العام للمجلس الدكتور ياسر الناصر، بعد الجلسة التي عقدها المجلس أمس، إن مجلس الوزراء أعرب عن إدانته الشديدة للعمل الإجرامي الآثم الذي أغضب جميع المسلمين واستفز مشاعرهم، بقيام الميليشيات الانقلابية في اليمن باستهداف مكةالمكرمة، والذي حالت دونه عناية الله سبحانه وتعالى ثم يقظة وبسالة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وأضاف أن مجلس الوزراء شدد على أن استهداف البيت الحرام مهبط الوحي وقبلة المسلمين من الميليشيا الانقلابية باليمن عمل شنيع ومشين أجمع العالم الإسلامي على استنكاره، لكونه انتهاكاً صارخاً للقيم الإسلامية والإنسانية، وتجاوزاً لكل الحدود والحرمات. وحث المجلس على اتخاذ موقف إسلامي موحد وحازم تجاه من قام بهذا الفعل الإجرامي ومن يقف وراءه، معرباً عن تأييد البحرين لجهود السعودية كافة، ووقوفها التام معها صفاً واحداً في مواجهة قوى الإرهاب بأشكالها وأنواعها كافة. وفي عرعر، وصف أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد ما قامت به ميليشيات الحوثي وأعوانهم بأنه عمل إجرامي، يدل على الحقد والكراهية لدى هذه الفئة الإرهابية. وبيّن أن استهداف ميليشيات الحوثي لأطهر بقعة على امتداد المعمورة يعد عدواناً للدين الإسلامي الحنيف، مضيفاً أن هذه الميليشيات أثبتت للعالم الإسلامي همجيتها وأعوانها وخروجها على الدين الإسلامي من خلال عملها الإجرامي تجاه بيت الله العتيق. وقال: «نحمد الله تعالى على أن تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي بالتصدي لهذه المحاولة الفاشلة»، مشدداً على أن السعودية قيادة وشعباً يقفون صفاً واحداً حيال ردع هذه الفئة المجرمة في كل ما يمس الدين والمسلمين. داعياً الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والاستقرار، وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم، ويجعل تدبيرهم تدميراً عليهم.