طهران، مسقط، لندن، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي امس، أن لا خطط لإطلاق ايران اميركيَين تحتجزهما منذ اكثر من سنة بتهمة التجسس، بعد إفراجها بكفالة الثلثاء الماضي عن رفيقتهما سارة شورد. وأشار بن علوي الى ان لا مؤشرات الى احتمال وجود صفقة في شأن إطلاق شاين باور وجوش فتال اللذين اعتُقلا مع شورد في 31 تموز (يوليو) الماضي، بتهمة دخولهم الأراضي الايرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق. وقال: «ترغب في المساعدة وإيجاد سبل ووسائل للمساعدة». واستدرك قائلاً: «في هذا الوقت، لا خطط» للإفراج عن الاميركيَين. ورفض كشف هوية الشخص الذي سدد كفالة بقيمة نصف مليون دولار، لإطلاق شورد، أو تأكيد دفع المبلغ. وقال: «رُتب الأمر. الطرفان لا يريدان كشف» كيفية تسديد الكفالة. واعتبر بن علوي ان ثمة «إمكانات عظيمة» لإصلاح العلاقات بين ايران والولايات المتحدة، مشيراً الى ان ذلك يتطلّب من المسؤولين الاميركيين تخفيف حدة تصريحاتهم ضد طهران. وقال: «الخطابات لا تساعد بالضرورة. ثمة ثقافة مختلفة، لكن أيضاً توجد مصلحة مشتركة في هذه المنطقة». واضاف: «سياستنا تتمثّل في الامتناع عن دفع اصدقائنا الى مواجهات». على صعيد آخر، اعتبر النائب الايراني محمد كرمي راد ان الديبلوماسيين الثلاثة الذين انشقوا وانضموا الى المعارضة في اوروبا أخيراً، يعانون من «مشاكل عقلية». وقال كرمي راد، عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان): «بعضهم يعاني مشاكل عقلية ويطلب اللجوء، ليكون لديه مبرر للبقاء في البلد الذي يختاره بعد انتهاء مهمته». تزامن ذلك مع إشادة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ب «جهود وزير الخارجية والممثليات الايرانية في الخارج». وقال خلال لقائه سفراء إيران في أوروبا: «المهمة الرئيسة لممثليات ايران في الخارج، تتمثل في توسيع العلاقات مع جميع الدول وتوطيدها». واعتبر أن «جهاز الديبلوماسية الخارجية يمثّل موقع التماس مع الدول والتطورات العالمية، وهذا الموقع يزداد حساسية واتساعاً مع الوقت». يأتي ذلك في وقت أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية ان طهران خفّضت مستوى علاقاتها مع لندن، من خلال عدم تعيين سفير جديد خلفاً لسفيرها رسول موحديان الذي يغادر العاصمة البريطانية في الأسابيع المقبلة. واشارت الصحيفة الى أن ايران رشّحت مهدي صفري نائب وزير الخارجية السابق، لخلافة موحديان، لكنها غيّرت رأيها نتيجة توتر علاقاتها مع بريطانيا، وقررت تعيينه سفيراً لها لدى الصين. ونسبت الصحيفة إلى مصادر ديبلوماسية قولها: «لم نسمع أي شيء منذ تعيين صفري، ولا نستبعد أن يكون الرئيس الايراني رفض الموافقة على ابدال موحديان، أو مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي» الذي وصف بريطانيا العام الماضي بأنها «أكثر أعداء ايران شراً»، ما دفع الخارجية البريطانية الى استدعاء موحديان لتقديم احتجاج رسمي. ونقلت الصحيفة عن الخارجية البريطانية قوله: «نحن على علم بأن موحديان سيغادر، لكن لا علم لنا بأية خطط في شأن إبداله». من جهة أخرى، أفادت وكالة «مهر» بأن الرئيس السابق للقضاء الايراني محمود هاشمي شهرودي اقترح انتخاب الرئيس في البرلمان أو «مجلس خبراء القيادة»، بدل الاقتراع الشعبي المباشر. وقدّم شهرودي الذي يُعتبر مقرباً من خامنئي، اقتراحه خلال اجتماع «مجلس خبراء القيادة» الذي اختتم في طهران الخميس. الى ذلك، دانت واشنطن اقتحام عناصر من قوات الامن الايرانية مكتب زعيم المعارضة مير حسين موسوي. وقال مسؤول اميركي ان السلطات «ضايقت المعارضة في السابق، وهذا ليس سوى استمرار لتوجه نلحظه منذ السنة الماضية». في طهران، حذر رجل الدين المتشدد أحمد جنتي الايرانيين من أن خطة الحكومة لإلغاء الدعم عن البنزين ومواد غذائية أساسية، ستؤدي الى ضائقة معيشية. ويتعارض هذا الرأي مع تأكيد نجاد ان خطته التي وصفها بأنها «الأضخم في السنوات الخمسين الماضية»، لن تضرّ بالمواطنين. وقال جنتي: «أمامنا مرحلة نصف صعبة. على الحكومة ان تحرص على تقليل التوترات والتأثيرات السلبية على الفقراء».