حذّرت المصارف السعودية من خطر ازدياد عمليات الاحتيال الإلكتروني، من خلال حملة «لا تِفشيها» في نسختها الثامنة بشعار: «مو علينا»، تزامناً من ارتفاع استخدام السعوديين للبطاقات الائتمانية، وتزايد عدد المواقع الإلكترونية المزورة وغير الموثوقة. ويأتي هذا التحذير خطوة استباقية من المصارف السعودية لضمان الحد من أي عمليات احتيال قد يتعرض لها العملاء، خصوصاً مع ارتفاع القدرة الشرائية للفرد، وتطلع العديد إلى الشراء عبر «الإنترنت» والحصول على منتجات عالمية بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار السوق. وكشف الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية طلعت حافظ عن «شغف العملاء لشراء المنتجات عبر المواقع الإلكترونية، مع عدم معرفتهم بأنها غير مرخصة أو موثوق بها، ما يوقع العميل ضحية لجهات مجهولة تسعى إلى سرقة الحسابات المصرفية». وأضاف: «لا بد من تقنين عمليات التسوق الإلكتروني والتي يقع ضحية لها العديد من روّاد المواقع غير المأمونة»، مشيراً إلى أن «خبراء اقتصاد سعوديون أكدوا أخيراً وقوع ما يتجاوز 20 في المئة من السعوديين ضحايا لعمليات نصب واحتيال عبر هذه التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وهنا يكمن دورنا التوعوي في التقنين من تلك العمليات، من خلال رفع الوعي لدى العملاء». وأكد حافظ أن مخاوف المصارف السعودية لا تشمل مواقع العلامات التجارية الشهيرة والموثوقة، والتي تتمتع بحماية معلوماتية عالية المستوى، ولكن تكمن غالبية المخاطر في مواقع البيع غير المعتمدة، والتي تغري العميل بأسعار مذهلة لمنتجات عالمية، إما مقلدة أو مغشوشة أو حتى مسروقة. وبينت دراسات تسويقية حديثة أن ارتفاع مبيعات حوالى 80 في المئة من الشركات والعلامات التجارية العالمية يعود إلى استخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بحسب تقديرات الأممالمتحدة، وقد يصل حجم التجارة الإلكترونية في السعودية إلى حوالى 10.86 بليون دولار في العام 2020، بحسب مصدر موقع payfort، بعد أن بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية للعام 2015 حوالى 5.89 بليون دولار، مع الإشارة إلى أن السعودية لديها أعلى نسبة حاملي بطاقات الائتمان على مستوى العالم العربي. وبالإضافة إلى التجارة الإلكترونية، يستخدم بعض المحتالين أساليب متنوعة، مثل إرسال بريد إلكتروني أو رسائل نصية يزعمون من خلالها تقديم الهدايا الخيالية، كما يطالبون العميل بإرسال تفاصيل حساباته المصرفية ليتمكنوا من عملية الاحتيال. ويؤكد حافظ أن نسبة كبيرة من العملاء أصبحوا أكثر وعياً، ولا يقعون في فخ تلك الرسائل الإلكترونية أو النصية. من جهة أخرى، أكد حافظ أن «المملكة تحتل الصدارة من حيث استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي»، مشيراً إلى أن «هذه المواقع أسهمت في التسويق الإلكتروني وتحفيز المستهلك على الشراء عبر حسابات موثقة أو غير موثقة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كما أصبحت لكل علامة تجارية منصة أو أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد من إقبال السعوديين على الشراء الإلكتروني والطلب من خلال تلك المنصات». وأضاف: «على رغم وضوح القوانين العالمية وسهولة التأكد من موثوقية الحساب، إلا أن هناك من يقع ضحية لحسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي». وتابع حافظ: «الخسائر الكلية السنوية المترتبة على عمليات التحايل تقدر بحوالى 5 في المئة من حجم التجارة العالمية (ما يعادل 3.5 تريليون دولار)»، لافتاً إلى أن المملكة تعتبر الأقل عالمياً في حجم الاحتيال المالي، نظراً لوعي العملاء، ونهج مؤسسة النقد العربي السعودي. وأشار إلى أن «حالات الاحتيال (المتحققة وغير المتحققة) محلياً سجلت مستويات مقبولة بالنسبة إلى حجم وزخم العمليات والتعاملات المصرفية، والتي بلغت خلال العام الماضي 4373 حالة، بمتوسط ربعي 1093 حالة». وقال حافظ إن الحملة التوعوية «لا تِفشيها» في نسختها الثامنة بشعار «مو علينا» تهدف إلى تثقيف الجمهور وتوعيته بمخاطر الاحتيال الإلكتروني، في إطار سلسلة من الحملات التي أطلقتها المصارف السعودية خلال السنوات السبع الماضية، للتحذير من الوقوع في فخ الاحتيال المالي وكيفية تجنبه.