لم يتوقع أكثر الهلاليين تشاؤماً أن تلحق الإدارة الهلالية الصفقات المحلية الناجحة بكل المقاييس (ماجد النجراني، وأسامه هوساوي، وعبدالمجيد الرويلي، وعبدالملك الخيبري)، بتعاقدات أجنبية أقل ما يقال عنها فاشلة، ويبدو أن المنافسين أشفقوا أكثر من الهلاليين أنفسهم على تلك الأموال المهدرة في ظل التباكي من الشح المالي، واستجداء أعضاء الشرف في كل مناسبة، وإن كان هناك رجل رشيد وذو نفوذ فيجب أن يحاسب من أشار عليهم بالتعاقد مع البرازيلي ليو بوناتيني (المفلس)، أما مصيبة التعاقد مع الأوروغوياني نيوكولاس ميليسي أكثر بكثير من اللوم وضرب كف على كف. التخبطات الإدارة الهلالية سبقت انطلاق الموسم من خلال إبعاد البرازيليين الميدا وديقاو من معسكر النمسا التحضيري لملاقاة الأهلي في نهائي السوبر، على رغم عدم إتمام الصفقات البديلة، ووجود فترة كافية بعد المباراة لتحديد العناصر الأجنبية، ما جعل الفريق يخوض تلك المواجهة التي خسرها الفريق بمباركة الإدارة بمحترف أجنبي وحيد، هو البرازيلي ليو بوناتيني وكان أهم عوامل خسارة الرهان، وامتد تدهور القرار الأزرق ليطال المدرب الأوروغوياني غوستافو ماتوساس بعد مباراة القادسية الدورية في الجولة الرابعة بأسباب غير مقنعة للشارع الرياضي، ليقدم البديل الموقت الروماني سيبيريا عزفاً متناغماً مع قدرات لاعبي الفريق، ويحصد الانتصار تلو الآخر، قبل تقديم الإدارة الهلالية خدمة جليلة للمنافس الاتحادي، وتنهي تكليف سيبيريا قبل تلك المباراة الحاسمة، وتزج بالمدرب الجديد الأرجنتيني رامون دياز، الذي أعتقد جازماً أنه خاض المباراة، ولم يتعرف على أسماء جل اللاعبين، بما فيهم محمد الشلهوب، الذي شارك في أواخر تلك المباراة. اللطمة الأشد إيلاماً على الهلاليين، تألق لاعب الفريق السابق، البرازيلي الميدا في أول ظهور له مع فريقه الجديد الجزيرة الإماراتي وتسجيل هدفين (كل هدف أجمل من الآخر)، ليحرج الإدارة الزرقاء ويضعها في خانة ضيقة جداً أمام جماهيرها، وخصوصاً أن اللاعب تمسك بالبقاء في البيت الهلالي حتى آخر لحظة، إلا أن حكماء الكيان الهلالي في اللجنة الفنية، التي أوكل إليها رئيس النادي الأمير نواف بن سعد هذه المهمات، رأت أن مصلحة الهلال بحرمانه من المهاجم الأقوى، وإقصاء قلبي الدفاع، من أجل إحضار البرازيلي ليو بوناتيني (سجل هدفين منذ ارتدائه القميص الهلالي)، والأوروغوياني نيوكولاس ميليسي، الذي شارك في شوط واحد فقط أمام الاتفاق، والجماهير الهلالية كافة لا تعرف ملامح وجهه حتى الآن.