بروكسيل - أ ف ب - أعلنت الرئاسة البلجيكية الدورية للاتحاد الاوروبي أن المفوضية الأوروبية يجب ان «تسهر» على احترام فرنسا القوانينَ الاوروبية، بعد ترحيل باريس حوالى 8 آلاف من الغجر الرومانيين والبلغار. وعلق رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد على المواجهة الدائرة بين فرنسا والمفوضية الاوروبية حول هذا الملف، قائلاً: «يوافق الجميع على ان المفوضية يجب ان تسهر على حسن تطبيق الالتزامات التي قطعتها فرنسا في شأن هذه المسألة الحساسة». واضاف لدى وصوله الى مقر عقد قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في بروكسيل: «على المفوضية ان تتحمل مسؤولياتها، لكن يجب ايضاً ان يحترم المواطنون الاوروبيون الذين يستفيدون من حرية التنقل في الفضاء الاوروبي قانون الملكية، وقواعد حرية التنقل». وفي الايام القليلة الماضية، هاجم مسؤولون فرنسيون المفوضية الاوروبية بسبب تهديدات الاخيرة بملاحقة باريس قضائياً لانتهاكها القوانين الاوروبية الخاصة بضمان حرية التنقل في الفضاء الاوروبي. ووعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشرح موقفه خلال القمة، في وقت أسفت المفوضة الاوروبية لشؤون العدل فيفيان ريدينغ لمقارنتها طرد الغجر بإجراءات اتخذتها المانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. لكن تهديدها بإطلاق ملاحقة قضائية ضد باريس لا يزال قائماً. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ان بلاده ستظهر «خلال الساعات المقبلة» انها تحترم القانون الاوروبي، مع العلم ان وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بيير لولوش وصف تعليقات ريدينغ بأنها «غير مقبولة»، محذراً من ان صبر باريس «ليس بلا حدود» وتابع: «تذكرة عودة على متن طائرة الى البلد الأم في الاتحاد الاوروبي ليس مماثلاً لقطارات الموت وغرف الغاز»، مع العلم ان جماعات لحقوق الانسان والكنيسة الكاثوليكية وحتى وزراء في حكومة ساركوزي دانوا عمليات الطرد قائلين إنها «جزء من مساعي ساركوزي لدعم شعبيته الهابطة قبل انتخابات 2012». وساند باريس بقوة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي يواجه ائتلافه المحافظ خلافات مع بروكسيل في شأن الحملة على موجة هجرة واسعة غير قانونية من شمال افريقيا. وقال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «كان الأفضل ان تناقش ريدينغ الموضوع في شكل غير علني مع المسؤولين الفرنسيين... مشكلة الروما لا تخص فرنسا وحدها. إنها تهم اوروبا كلها». في المقابل، دافع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن ريدينغ، قائلاً إنها عرضت تصريحاتها عليه قبل أن تدلي بها، «لكن ربما استخدمت تعابير في سخونة اللحظة أدت الى سوء فهم».