...إلا إذا تكاثرت المفاعلات الذرية بسرعة الفطر، فإن كميات اليورانيوم التي تحتويها مخازن الدول النووية، والمستخدمة في إنتاج الطاقة، تكفي لتلبية تلك الحاجات لأكثر من مئة عام. وفي الآونة الأخيرة، بات من المألوف الحديث عن الطاقة الذرية باعتبارها شكلاً عملياً ومجدياً للطاقة البديلة للوقود الاحفوري. لذا، يبدو بديهياً أن يثور في الأذهان سؤال عن كميات اليورانيوم المتوافرة راهناً، في خضم السيل المتعاظم الأنباء عن إتفاقيات لإنشاء مفاعل نووية في هذه الدولة أو تلك. وبحسب دراسة رعتها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" و"منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" ونشرت في فيينا أخيراً، فإن كميات اليورانيوم المستخدمة في انتاج الطاقة النووية تكفي لتلبية حاجات العالم لما يزيد على قرن. وأشارت الدراسة عينها الى أن هذه الكميات عينها قد تكفي لآلاف السنين، اذا ما استخدمت مفاعلات نووية حديثة للغاية، لكنها ربما تغدو غير كافية إذا استمر النمط الحالي في تصاعد الطلب على اليورانيوم. وعلّقت الدراسة على الأرقام المتداولة عن استهلاك اليورانيوم حاضراً مشيرة إلى أن الحديث عن كفاية في اليورانيوم يستند الى الوضع الراهن في التكنولوجيا المستخدمة في مجال انتاج الطاقة النووية. ونبّهت الى أن استخدام مفاعلات حديثة بتقنيات فائقة التطورة في مجالات استخدام الوقود النووي، يمكن ان يكون له أثر ايجابياً على توافر اليورانيوم على المدى الطويل، بحيث تكفي كمياته لآلاف السنين. وعلى رغم أن الطلب على الكهرباء تراجع قليلاً مع الازمة العالمية، الا ان الدراسة توقّعت أن يعود الطلب الى الارتفاع المتواصل خلال العقود القليلة المقبلة. ولفتت أيضاً الى أن دول كثيرة باتت ميّالة لتبني الخيار الذري في الحصول على طاقة الكهرباء، بفضل كفايتها وانخفاض كلفتها وعدم مساهمتها في التلوث المرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري. في المقابل، لفتت الدراسة الى ضرورة تطوير طُرُق تحترم البيئة في عمليات استخراد اليورانيوم، خصوصاً إذا ارتفع الطلب عالمياً على هذه المادة. وبلغ اجمالي الموارد العالمية من اليورانيوم 6,3 مليون طن، بحسب الإحصاءات الأكثر جدّة عن هذه المادة المُشعة. وتعتبر كندا وكازاخستان واستراليا وناميبيا، ابرز الدول المنتجة لليورانيوم.