أكد الأمين العام ل «أوبك» عبدالله البدري أمس أن مستوى التزام الدول الأعضاء في المنظمة بحصص الإنتاج المتفق عليها ليس جيداً، لكنه ذكر أن أسعار النفط الحالية التي تتراوح بين 70 و80 دولاراً مقبولة على رغم ارتفاع المخزونات. وفي مؤتمر صحافي في مناسبة الذكرى ال 50 لتأسيس المنظمة، امتنع البدري عن التعليق عما ستقرره المنظمة حين يجتمع وزراء النفط في دولها الشهر المقبل للنظر في سياسة الإنتاج. ويستبعد محللون أن تغير المنظمة رسمياً سياسة الإمدادات خلال اجتماع الشهر المقبل نظراً إلى هشاشة الاقتصاد العالمي وصمود أسعار النفط على رغم ارتفاع المخزونات. وقال البدري: «لا يمكنني في الواقع أن أبلغكم بأي تغييرات في الإنتاج. كما نرى في الوقت الحالي، هناك مشكلة متعلقة بالمخزونات ونسبة الامتثال ليست جيدة - تبلغ 53 في المئة - لكن ذلك لا يؤثر حقيقة في الأسعار». ولم تحدث «أوبك» تغييراً في سقف الإنتاج منذ نحو سنتين بعدما أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) 2008 عن تخفيضات قياسية في الإمدادات بواقع 4.2 مليون برميل يومياً لمواجهة انخفاض الطلب والأسعار. وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» أن نسبة امتثال «أوبك» لتلك التخفيضات بلغت في آب (أغسطس) الماضي 53 في المئة. وفي أبو ظبي، أكد وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي أن «أوبك» ستبقى عنصراً أساسياً في المحافظة على مكتسبات دولها الأعضاء ولعب دور مهم في تأمين استقرار الاقتصاد العالمي. وأضاف في تصريح بمناسبة الذكرى ال 50 للمنظمة أنها لطالما عملت «وفق سياسة الباب المفتوح من خلال الحوار واللقاء المستمر مع الدول المنتجة من خارجها ومع الدول المستهلكة، وأمكن دائماً التوصل الى قواسم مشتركة تساهم في تأمين استقرار الاقتصاد العالمي». وقال الهاملي: «لعبت المنظمة دوراً إيجابياً في الحفاظ على حقوق دولها الأعضاء في ثرواتها الوطنية وتأمين إمدادات كافية من الطاقة تلبي احتياجات العالم والمساهمة في تحقيق استقرار السوق النفطية والاقتصاد العالمي». ولفت الى أن المنظمة مرت بكثير من المحطات التاريخية التي واجهتها نتيجة التقلبات الاقتصادية العالمية، مؤكداً أنها «أثبتت ولا تزال قدرتها على تجاوز هذه الأزمات والتعامل معها بما يساهم في إرساء أسس أكثر قوة لاستمرار النمو الاقتصادي العالمي». وتأسست «أوبك» في بغداد عام 1960 بمشاركة خمس دول هي السعودية والكويت والعراق وإيران وفنزويلا، وتتخذ من فيينا مقراً. وانضمت إمارة أبو ظبي الى المنظمة عام 1967 ثم انضمت الإمارات إليها بعد قيام الاتحاد عام 1971، واستضافت عدداً من مؤتمراتها. وتضم «أوبك» 12 دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتماداً كبيراً لتحقيق مدخولها. وتملك الدول الأعضاء في هذه المنظّمة ثلثي الاحتياط العالمي من النفط. ولفت مندوب الإمارات في «أوبك» علي عبيد اليبهوني إلى أن انضمام الإمارات الى المنظمة ساعد الدولة على كسر سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات وإنشاء «شركة أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) عام 1971، مؤكداً أن «أدنوك» والشركات التابعة لها تعمل اليوم كشريك على قدم المساواة مع هذه الشركات وفقاً لشروط واتفاقات عادلة لكلا الجانبين.