يعد الفلفل الحار مكوناً لا غنى عنه في مطابخ ثقافات عدة، حتى أن البعض يبحث باستمرار وشغف عن الأطعمة الأكثر "حرقاً" للسان. ويأتي الشعور بالسخونة، عند تناول الفلفل، من انزيم "كابسايسن" (capsaicin)، الذي يفعّل مستقبلات الألم في الفم. وتُقاس "سخونة" الفلفل على مقياس "سكوفيل" (Scoville) الذي تتراوح درجاته من الفلفل الحلو الذي تبلغ سخونته 0، إلى نوع من الفلفل "خارق الشخونة" اسمه كارولينا ريبر، والذي تبلغ درجة حرارته 2.2 مليون على مقياس سكوفيل. وروى الصحافي مات غروس: "تناولت ثلاثة حبّات من كارولينا ريبر في 21.85 ثانية"، مضيفاً: "ثم استغرقت فترة التعافي منها 14 ساعة"، إذ كانت حبّات الفلفل حريفة إلى درجة أنها أثارت فيه أعراض السكتة القلبية، بحسب ما نقلت بي بي سي عن موقع بون أبيتيت. ولا يستطيع الجسم التفريق بين الضرر الناجم عن حروق حقيقية، وبين إشارات الألم التي ترسلها جزيئات الكابسايسن إلى المخ، ففي الحالتين يعمل الجسم على التخلّص من العنصر الذي يراه ضاراً، الأمر الذي قد يأخذ صورة التقيؤ. وشرح عالم الأحياء في مركز مونيل للكيمياء في فيلادلفيا، بروس بريانت، أن التأثيرات الجسدية لتناول الفلفل الحار هي، من منظور الجسم، ردود فعل لحروق حقيقية، إذ أن الجسم سيتصرّف بالطريقة نفسها إذا تناول المرء مادة كاوية. ويبدو أن تناول الفلفل الحار لا يؤدي إلى أضرار كبيرة على المدى الطويل، بحسب بريانت، إلا أن باحثين وجدوا أن تناوله باستمرار يؤدي إلى موت مستشعرات الألم، إذ أن إثارتها باستمرار يؤدي إلى موتها، ولا تنمو مرة أخرى.