«قبل مائة عام وأكثر من مائة عام بقليل، والجزيرة غائبة في سرمد الليل الطويل، والعيون النائمة تصحو على جثة قتيل، كان تحقيق الأمان أشبه بصنع المستحيل، كان هماً لا يطاق، كان كابوساً ثقيلاً»، بهذه الكلمات شدا الفنان الشاب فاضل الزهراني أول من أمس ليرسم ليلة توحيد المملكة العربية السعودية، ضمن «أوبريت: بوصلة الحب» في إطار احتفالات منطقة الباحة بعيد الفطر المبارك، التي رعاها نائب أمير المنطقة الأمير فيصل بن محمد بن سعود. وفي الحفلة، رسم «شاعر الجنوب» عبدالواحد الزهراني تسع لوحات وطنية تكون منها «الأوبريت» الذي تناول تاريخ وتطور السعودية منذ توحيدها وحتى العصر الراهن. ولم تخل كلمات «الأوبريت» من تركيز على التطورات التي شهدتها منطقة الباحة، إذ صاحب كل لوحة أداء معين بحسب موروث المنطقة التراثي. وعرّج الزهراني على حكاية الخروج من الجهل إلى النور بقوله: «من يومها شعشع النور على ربوع الجزيرة، وأخذنا الإسلام دستوراً، ولا رضينا بغيره». ولم تقتصر حفلات أهالي الباحة على «أوبريت بوصلة حب» فحسب، إذ تنوعت فقراتها لتشمل النشيد (ألا يا دار)، والفلكلور الشعبي، والعرضة السعودية (شارك فيها نائب أمير المنطقة، وأدتها فرقة الدرعية)، وألعاب نارية أضاءت سماء الباحة. وفي الباحة، تفاعل «المعيّدون» كثيراً مع فقرات حفلة العيد كافة، خصوصاً مع «أوبريت بوصلة الحب» الذي أخرجه مهدي الكناني وشارك فيه 150 عضواً من فرقة الفنون الشعبية في فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة، بعد أن صاغ «شاعر الجنوب» فكرة العميد علي الزهراني. ولعل لوحة فرحة توحيد الجزيرة شهدت تفاعلاً منقطع النظير، وفيها: «وفي ليلةٍ التاريخ فيها صمت، وتوخرت الأحداث وتقدمت، خرج معزي يوم فتح الرياض، وأعلن على الليل الطويل اعتراض، وصعد على المصمك، ونادى المنادي الملك لله ثم لعبدالعزيز».