وسط الكثبان الرملية الشاهقة التي تغطي صحراء ليوا، يطل قصر السراب منتجع الصحراء بإدارة أنانتارا بإرث عريق من الثقافة المحلية. ويمنح بتصميمه العربي التقليدي، المستوحى من القلاع الضخمة المنتشرة في أرجاء المنطقة، تجربة أصيلة ووفيّة للبيئة المحيطة بها. وتشكل زيارة المنتجع الغني بالتقاليد رحلة استكشافية تأخذك لتختبر وتعيش فصلاً جديداً من التاريخ الإماراتي العريق. وعبر المدخل الضخم الذي يذكّرنا بجدران الحصون القديمة، يخطو الزائر الى القصر ليدخل إحدى قصص التاريخ العربي العريق وليتجول بين الجدران المبنية بالحجر الذهبي ويتأمل التفاصيل الدقيقة التي تزيّن الأبراج التي كان يرمي منها المدافعون سهامهم. وسيجد أيضاً الأعمال الحرفية البارعة على الجدران مع حبل الامتداد الذي يشير بتقلصه أو امتداده إلى اختلاف درجة حرارة الصحراء. أمّا المياه التي تشكّل سر الحياة، فتبرز في المنتجع ابتداءً من جرار الفخّار خارج أبواب القلعة الخشبية الضخمة، والتي توضع في العادة لعابري السبيل من المسافرين. وما إن يدخل الزائرون البهو المهيب حتى يجدوا أنفسهم تحت سقف بعلو سبعة أمتار مزين بتفاصيل هندسية غالباً ما نجدها في بعض جوامع أبو ظبي القديمة. وتبرز في المنتجع التفاصيل الدقيقة والأعمال التزيينية الخشبية لا سيّما مع المشربية التي كانت تستخدم في شكل واسع في ما مضى، أو النوافذ الخشبية المحفورة التي تشكل جزءاً رئيساً من الديكور الداخلي. وتعكس الأنماط المنقوشة الأشكال الهندسية التي تتخللها النباتات التي تنمو أحياناً على الكثبان الرملية مثل الزهرة الصحراوية المحلية الجميلة. كما يمكن الضيوف التنقّل لساعات وتأمل ما يقارب 2500 تحفة فنية معروضة في قصر السراب، والتي جمعها بعناية ودقّة بالغة فريق من ذوي الخبرة والاختصاص بعلم الآثار والتاريخ والذين سافروا عبر الطريق التجارية القديمة من الشارقة ومروراً بالعين وأبو ظبي وأرجاء دولة الإمارات وصولاً إلى عُمان واليمن في رحلة البحث عن الروائع الثقافية. وتضمّ التُحف الحرفية المعروضة قطعاً أصلية تعود إلى مئات السنين منها محرق للعود عمره 300 سنة، وأدوات كتابة قديمة، ومجوهرات بدوية نادرة وزينة للرأس. كما تحوي المكتبة نسخاً قديمة من القرآن الكريم ومجلّدات في علم الفلك مكتوبة بأحرف عربية كبيرة نُسخت منذ أكثر من مئة سنة. وتشكل الزينة الأبرز للمنتجع سجّادة كبيرة بطول 10 أقدام صنعها المحليون منذ سنوات عدة بواسطة وسائل الحياكة البدائية من أجل صناعة نمط ملوّن يشكّل علامة فارقة تشير إلى الأصول العائلية. ويضمّ المنتجع أيضاً 2200 قطعة فنية قدّمها أكثر من 60 فنّاناً موهوباً من الشرق الأوسط وخارجه. وعلى غرار النجوم التي تزيّن سماء الجزيرة العربية ليلاً، فإنّ كلّ قطعة من المجموعة استوحيت من عجائب الدنيا وجمال الطبيعة. ومن الأعمال الفنّية الرائعة نذكر اللوحات التي تصوّر أنماطاً مستوحاة من المشربية على خلفية تمثّل رصد النجوم وحكايات المسافرين القدماء. ونصل بعد ذلك إلى غرف الضيوف المصمّمة بإيحاء من الأكواخ الرملية القديمة البسيطة لمنح المنتجع صورة وفية للأيام الخوالي. أمّا الألوان الترابية والأنسجة الغنية للديكور الداخلي، فتشير إلى الحياة البسيطة في الريف العربي والمتناغمة في شكل فريد مع الرفاهية العصرية الفاخرة. وقد روعيت أدق التفاصيل في مطعم «سهيل» الراقي والذي يعني اسمه النجم المذنب. وبحسب ما يشير إليه الاسم، يمكن مشاهدة السماء المضاءة بالنجوم عبر أنوار المطعم، بينما توفّر لكم الشرفة إطلالة رائعة على الكثبان الرملية الأخّاذة التي تميّز صحراء ليوا. ولا تكتمل التجربة سوى مع السوق المصمّم في شكل يحاكي الأسواق العربية القديمة النابضة بالألوان والحياة وروائح التوابل والعطور، حيث خصصت منطقة للتوابل والأعشاب المحلية، إلى جانب منطقة للزينة والحلي المصنوعة من مواد طبيعية، وكذلك المنسوجات التي تعود إلى حقبة قديمة. يقع منتجع «قصر السراب» ذو الخمس نجوم في منطقة ليوا في صحراء الربع الخالي، التي تشتهر بأعلى وأجمل الكثبان الرملية في العالم. وقد صمّمت المنتجع وطوّرته شركة التطوير والاستثمار السياحي، بحيث يعكس التاريخ والتقاليد الإماراتية العريقة في المنطقة. ويضم المنتجع، الذي تديره المجموعة الآسيوية «أنانتارا للمنتجعات والنوادي الصحية»، 154 غرفة إضافة إلى 42 فيلا و10 فلل ملكية هي أشبه بقصور صغيرة تتميز بمساحاتها الواسعة وبرك السباحة الخاصة والشرفات الخارجية. ويشمل المنتجع مركزاً لاستكشاف الصحراء يتيح للضيوف التمتع بأنشطة صحراوية تقليدية كالصيد بالصقور وركوب الهجن والرماية بالقوس وعبور الصحارى على متن سيارات الدفع الرباعي والاهتداء بالنجوم ورحلات المشي في أرجاء صحراء ليوا الساحرة. ويعتبر بذلك مكاناً مثالياً لمشاهدة بعض الحيوانات البرّية النادرة مثل المها العربية وغزال الريم والأرنب الوحشي.