«عون الله» سفينة عثمانية غرقت أوائل القرن الماضي قبالة شاطئ عين المريسة في بيروت وهي تحمل الأموال التابعة للبنك العثماني. وفي سنة 1981 حاول الشاب اللبناني إبراهيم نجم، الشغوف بالاكتشافات منذ نعومة أظفاره، الغطس لتفقد هذه السفينة فانتهت مغامرته تلك بضرر جسيم ألمّ بقدميه فلم يعد قادراً على السير. هذا الحدث المؤلم في حياة نجم لم يفتّ من عضده، خصوصاً أن هوايته في جمع المقتنيات القديمة كانت قد قطعت أشواطاً كبيرة منذ ان نال شهادة الغطس من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1974، فسافر الى يوغوسلافيا لتلقي العلاج وعاد منها على «عكازين» لم تمنعاه من ممارسة الغطس. وشرع بتكوين نواة لمتحف خاص يضم كل ما جمعه خلال عمليات اكتشافه للأعماق، مضيفاً اليها ما كان يعطيه إياه الأقارب والأصدقاء من مقتنيات برية وبحرية قديمة. وحرص نجم على الاستعانة بخبراء الآثار لمعرفة تاريخ وأقدمية مقتنياته التي تضم أجراساً وسيوفاً وبنادق وسلطانيات و»إبراهيميات» ومسابح وأوانيَ على اختلافها خصوصاً النحاسيات، إضافة الى الكاميرات القديمة والهواتف والساعات والنواظير البحرية، فضلاً عن الالآت الموسيقية والخوابي والأراكيل و»الراديوات» و»الفونوغرافات» والقناديل والقداحات ومجموعة مطاحن قهوة ومكاو تعمل على الفحم والكاز، وزّين موجوداته بالأسماك المصّبرة والأصداف الملونة. ويفاخر نجم بمغامراته البحرية تحت الماء خصوصاً سفينة «شامبيليون» قبالة شاطئ خلدة جنوبي بيروت والتي أتى منها بمقتنيات ثمينة وقديمة، ثم الغواصة «سوفلور» التابعة لحكومة «فيشي» الفرنسية المتعاملة مع ألمانيا النازية والتي أغرقها الإنكليز عام 1941 ونزلت الى عمق 35 متراً». وهذه الغواصة استكشفها نجم مرة أخرى بمساعدة أحد الأصدقاء غير آبه بإصابته وعاد منها بقطع قديمة مثل الساعات والأقفال والنحاسيات والبنادق والنواظير. إبراهيم نجم اجترح مأثرة دافعها تصميم قلّ نظيره، ولو لم يكن لديه ذلك الشغف لا بل الولع لخوض غمار المغامرة وصولاً الى المخاطرة بالحياة لما جمع ما يربو على 30 ألف قطعة قديمة ونادرة. فهل هناك من يحتضن هذا المغامر، ويحقق حلمه في تأسيس متحفه؟