تنفذ مجموعة من الناشطات في العمل التطوعي، حملة للتعريف بمضار استعمال ال«موبايل»، وبخاصة على الأطفال. وقالت الدكتورة ناهدة الزهير، التي تشارك في الحملة: «إن الحملة التي تقام تحت شعار «لنحميهم»، تهدف إلى الكشف عن المضار الطبية للموبايل، ومدى تأثيره على حركة الطفل ونشاطه، وكذلك الأضرار النفسية والتأثيرات السلبية الأخرى». وأبانت الزهير، ان الحملة ستنطلق بمشاركة «شبان وفتيات، وصغار في السن من الأطفال، من خلال مكتب معارف الصحة الوطنية، وسنبدأ في تهيئته عل مستوى المنطقة الشرقية»، مضيفة ان «الحملة تركز على التوعية لحماية الأطفال من مضار استخدام الموبايل وأجهزة الألعاب الالكترونية غير المقنن. وهي ظاهرة عالمية يجب على مجتمعنا تسليط الضوء الساطع عليها، لما لها من آثار سلبية على صحة الطفل ونفسيته، وحتى على أدائه الدراسي»، مردفة أن الحملة «ستنفذ قريباً، بالتعاون مع جهات عدة، للخروج برؤية واضحة من الناحيتين الصحية والنفسية، واثبات ذلك عبر تحليلات وأدلة علمية». وعن الأضرار الصحية، توضح اختصاصية الأطفال الدكتورة فاطمة شوقي، ل«الحياة»، أن «زيادة حرارة الدماغ خلال التحدث في الموبايل يحدث تفاعلاً بين الكالسيوم داخل خلايا الدماغ وخارجه، فيمنعه من الدخول إليها، ويجعله غير آمن. فإذا حصل أي طارئ؛ لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وبالتالي تحدث أضرار واضحة في حال الإسراف في الاستخدام من دون مراعاة ذلك، وهناك عدد من الأشخاص يصابون بالتهاب في الأذن من قوة الذبذبات. كما قد يتسبب كثرة الاستعمال في فقدان الذاكرة. وهذا الأمر وارد بنسبة عالية، خصوصاً بين الكبار في السن. وتكمن الأضرار أكثر لدى الفئة العمرية الصغيرة والمتوسطة، لأنهم يكونون خلال فترة نمو جسدي وذهني». وأبانت شوقي، أنه «عند وضع الجهاز على الخصر، فإنه يؤثر على النخاع الشوكي، ما يؤثر لاحقاً على الكريات الحمراء والبيضاء، والدماغ والجهاز التناسلي. ناهيك عن الأضرار التي يحدثها كثرة الاستخدام في الضغط الدموي، إذ يؤدي إلى ارتفاعه، ما تنجم عنه أضرار تظهر علاماتها على جسد الإنسان في شكل تدريجي». وتضيف «النساء غير مستثنيات من أضرار الموبايل، التي تتضاعف أعراضها أثناء فترة الحمل، إذ يؤثر على الخلايا، وقد يغير في الجينات والكروموزومات. وهذا قد تحدث تشوهات للجنين، إذا تعرض لإشعاعاته»، مردفة أنه «يحدث انشطار في الحامض النووي، وإذا حصل هذا الأمر فقد يسبب سرطان الدماغ لبعض الحالات». وتنصح باتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، إذ «يجب إبعاده عن المرأة الحامل، بمسافة لا تقل عن 25 سنتيمتراًَ، خوفاً من الأضرار التي تمت الإشارة إليها، إضافة إلى أضرار أخرى. كما يفضل عدم وضعه على الخصر، وألا يتعدى الحديث عبره دقيقة واحدة، وان زاد عن ذلك؛ فيتم نقل الجوال إلى أذن الأخرى». ومن الناحية التربوية، تؤكد أن «إقامة حملات توعوية كحملة «لنحميهم»، ضرورية لتوعية المجتمع، فالموبايلات تحوي برامج عدة، ولها مخاطر منوعة، إذ قد تصيب الأطفال بالشلل الفكري الذهني، فيقل ذكاء الطفل بنسبة عالية، لاعتماده الدائم على الوسائل الالكترونية، إضافة إلى الانحرافات التي تصيب الأطفال، حين امتلاكهم موبايلاً خاصاً. وهذا له مسارات عدة، لا بد من بحثها ومعالجتها في شكل يوصل الصورة إلى الأمهات، فجيل اليوم يتعرض لأكبر موجة عولمة قد يؤدي الانخراط السلبي فيها إلى ضياع الأبناء وانحرافهم، خصوصاً أن الموبايل وما يحويه أصبح ضمن وسائل الإدمان التي تؤدي إلى تشتيت الأسر».