واشنطن، روما، كابول - أ ب، رويترز، أ ف ب - استمرت امس الحملة المناهضة لمسعى كنيسة بروتستانتية اميركية لا يتعدى عدد اتباعها 50 شخصاً الى احراق نسخ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، واتسع نطاقها بانضمام مسؤولين من مختلف انحاء العالم اليها. واسف وزير العدل الاميركي اريك هولدر لأن ذلك لا يشكل انتهاكاً للقانون الفيديرالي. ووصف خلال لقائه زعماء دينيين، خطط احراق المصاحف بأنها «غبية وخطرة»، فيما قال ريتشارد كيزيك أبرز القادة الانجيليين: «عيب على كل المتعصبين الرافضين لاخوتنا الاميركيين بسبب دينهم». ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خطط احراق المصاحف، ب «المشينة والضالة». وقالت امام «مجلس العلاقات الخارجية»: «من المؤسف ان قساً في غينسفيل، مع كنيسة لا يتعدى عدد أتباعها 50 شخصاً، يمكنه القيام بهذا العمل المعيب والمخزي، وان يحظى بانتباه العالم، لكن هذا هو العالم الذي نعيش فيه». ووصف مفوض الاممالمتحدة في افغانستان ستيفان دي ميستورا، خطة جونز بأنها «بغيضة، وستؤدي الى تقوية المعارضين للسلام والمصالحة في افغانستان» حيث وُضعت الشرطة في حالة تأهب تحسباً لاحتجاجات عنيفة. وفي برلين، وصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مسعى جونز بانه «قلة احترام وعمل مشين وخاطىء». لكن ميركل كانت تتحدث على هامش مشاركتها في حفلة تسليم جائزة عن حرية الصحافة الى رسام الكاريكاتور الدنماركي كورت فيسترجارد الذي نشر رسوماً مسيئة للنبي محمد. واثارت الخطوة ادانات عربية، واعتبرها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عملاً «متطرفاً»، فيما قال حزب «جبهة العمل الاسلامي»، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن، ان احراق المصاحف «اعلان حرب على الشعوب الاسلامية»، كما دانها الاتحاد الاوروبي والرئيس اللبناني ميشال سليمان والفاتيكان وآخرين. ورغم ذلك اكد القس تيري جونز تصميمه على حرق المصاحف وقال انه بات يحمل مسدساً، بعد تلقيه اكثر من مئة تهديد بالموت. وقال ان احراق المصاحف يستهدف «تذكر من قُتلوا في احداث 11 ايلول» وارسال تحذير الى «العناصر الاسلامية المتطرفة». وتساءل: «متى سنكفّ عن التراجع؟ متى ستقف أميركا مع الحقيقة؟ بدل ان نتراجع، ربما حان الوقت لبعث رسالة الى الاسلام المتطرف، تفيد بأننا لن نتسامح مع سلوكه». ولا يمكن للشرطة ان تتدخل لمنع حرق المصاحف، الا بعد إنجاز ذلك. كما انها لن تعتقل أي شخص، اذ ان احراق المصاحف لن يمثل سوى مخالفة يعاقب عليها بفرض غرامات واصدار تحذيرات.