يعتزم الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في أزمة دارفور جبريل باسولي إجراء اتصالات موسعة مع الحكومة السودانية وليبيا وتشاد لانعاش عملية السلام المتعثرة وإحداث اختراق في ملف الأزمة، وإقناع الخرطوم بعودة زعيم متمردي «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم إلى الإقليم قبل أن يرجع إلى طاولة محادثات السلام. وقالت مصادر في بعثة الاتحاد الأفريقي إن باسولي الذي يمضي عطلة في وطنه بوركينا فاسو تنتهي بعد عيد الفطر يعود بعدها إلى الخرطوم، سيشرع في تحركات إقليمية في شأن المبادرة الليبية لتوحيد الحركات المسلحة في دارفور. وذكرت تقارير أمس أن باسولي سيعقد لقاءً قريباً مع خليل إبراهيم يركز على استئناف مفاوضات الدوحة لسلام دارفور الذي قاطعته حركته وتسهيل عودته إلى إقليم دارفور. ويسعى باسولي إلى الحصول على موافقة السلطات السودانية لضمان عودة خليل إلى دارفور من ليبيا، كما سيطلب أيضاً من البعثة الأممية الأفريقية في دارفور «يوناميد» توفير الدعم اللوجستي لتسهيل لقائه مع إبراهيم. ورحّبت «حركة العدل والمساواة» بمبادرة باسولي، وجددت تأكيدها أنها لن تنخرط في أي منبر آخر للسلام إن لم يتمكن زعيمها وقيادات الحركة من الوصول إلى دارفور لمقابلة الجنود وقوات المتمردين «من دون أي ابتزاز أو ضغوط». وأكد الناطق باسم الحركة أحمد حسين ل «الحياة» رغبة الحركة في عودة ابراهيم إلى دارفور «على رغم تأخر الخطوة»، مشدداً على أن ما يدور مع الوسيط مجرد مشاورات وليست مفاوضات، وقال: «في حال عاد خليل إلى الميدان سيجري البحث في استئناف المفاوضات، وحينها لكل حادثة حديث». لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حذّر من أي خطوة من باسولي في شأن عودة إبراهيم إلى دارفور واعتبرها من «الخطوط الحمر»، وقال مسؤول الإعلام في الحزب فتح الرحمن شيلا إن أي إجراء من هذا القبيل يُعتبر تجاوزاً للتفويض الممنوح للوسيط المشترك. وأضاف شيلا: «باسولى لا يستطيع أن يحرك شيئاً وإذا حدث ذلك يعتبر تعدياً على سيادة الدولة». في غضون ذلك (رويترز)، قال جيش جنوب السودان إنه يعتزم شراء أول مجموعة من طائرات النقل الهليكوبتر في المستقبل القريب وإنه يأمل في بناء قوة جوية كاملة إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المزمع مطلع العام المقبل. وأبلغ الجيش السوداني الذي خاض قتالاً ضد الجنوب في حرب أهلية استمرت عشرين عاماً «رويترز» أن شراء الجنوب طائرة هليكوبتر سيعتبر «تهديداً» وانتهاكاً لاتفاق السلام. وتزيد هذه البيانات قلق المحللين الذين يحذرون من أن كلاً من جيشي شمال السودان وجنوبه يعيدان التسلح قبيل الاستفتاء المقرر اجراؤه في كانون الثاني (يناير) 2011 مما ينذر بالعودة الى الحرب. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان كوال ديم كوال: «في المستقبل القريب جداً نريد شراء طائرات نقل هليكوبتر كي يتسنى لنا إمداد قواتنا خلال موسم الأمطار. التضاريس بالغة الصعوبة في جنوب السودان». ورفض كوال تقارير تناقلها وسائل الاعلام الحكومية السودانية ومصادر أخرى تفيد بأن الجنوب تقدم بالفعل بطلب لشراء عشر طائرات هليكوبتر من شركة روسية ووصفها بأنها «كذبة كبرى». وأضاف كوال أن من حق الجنوب تحديث قوته. وأبلغ جيمس هوث رئيس أركان جيش جنوب السودان «رويترز» أن الجيش الجنوبي وضع خططاً تعود الى عام 2007 لبناء قوة جوية وسينفذها اذا اختار الجنوبيون الاستقلال. وأضاف: «نعم نحن نخطط لكن ليس الآن ... إذا كان التصويت مع الوحدة فسنشارك في قواتنا الجوية الوطنية. أما إذا جاء التصويت لمصلحة الانفصال فسنبني قوتنا الجوية الخاصة». وفي تطور قد يعقّد الأوضاع في منطقة أبيي الغنية بالنفط أبلغت قبيلة المسيرية العربية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان، هايلي منكريوس، رفضها قرار هيئة التحكيم الدولية في لاهاي في شأن ترسيم حدود المنطقة الأمر الذي سيعطل إجراء استفتاء في المنطقة متزامن مع استفتاء الجنوب يحدد تبعيتها إلى الجنوب أو البقاء في وضعها الحالي.