ألمح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب إلى أن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون تستخدم مواد منشطة واقترح إخضاعها لفحوصات قبل المناظرة المقبلة. وقال قطب العقارات السبعيني في تجمع في بورتسموث في ولاية نيوهامشير (شمال شرقي أميركا) «نحن مثل الرياضيين (...) يجب أن يخضع الرياضيون لفحص في إطار مكافحة المنشطات، وأعتقد أنه علينا أن نفعل ذلك حتى قبل المناظرة». وقبل أربعة أيام من المناظرة الثالثة والأخيرة التي سيحاول ترامب خلالها تحسين موقعه في السباق إلى البيت الأبيض، ألمح رجل الأعمال إلى أن وزيرة الخارجية السابقة لم تكن بحال طبيعية خلال المواجهة الأخيرة بينهما. وقال «لا أعرف ماذا يحدث لها. في بداية المناظرة الأخيرة كانت نشيطة جداً. وفي النهاية كانت قادرة بالكاد على الوصول إلى سيارتها». وكان المرشح الجمهوري تساءل علناً مرات عدة عن الوضع الصحي للسيدة الأولى السابقة. ورداً على تصريحات ترامب حول الاقتراع المقبل، دان فريق كلينتون «المحاولات المشينة التي تهدف إلى زعزعة مصداقية الانتخابات قبل أسابيع من إجرائها». من جهة ثانية، نشر موقع «ويكيليكس» أمس ثلاثة خطب مأجورة لهيلاري كلينتون لمصلحة «غولدمان ساكس»، تكشف مزيداً من التفاصيل عن علاقة المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية مع المؤسسات الكبرى في «وول ستريت». ولم يشكك فريق حملة كلينتون في صحة هذه الخطب التي تشكل جزءاً من كمية كبيرة من الوثائق التي تمت قرصنتها من الرسائل الإلكترونية لرئيس حملة المرشحة الديموقراطية جون بوديستا. ولكن فريق كلينتون اتهم الحكومة الروسية بالوقوف وراء الاختراق، وهو رأي تشاطره الحكومة الأميركية أيضاً. واتهم الفريق موقع «ويكيليكس» بمساعدة ترامب. وتتضمن هذه الخطب آراء كلينتون في التنظيمات المالية وعلاقاتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والآثار السلبية للتسريبات السابقة لموقع «ويكيليكس» على السياسة الخارجية الأميركية. ولا تختلف تصريحات كلينتون هذه بشكل كبير عن مواقفها الأخيرة خلال الحملة، لكنها تبدو أوضح. وفي خطاب ألقته في تشرين الأول (أكتوبر) 2013 لحساب «غولدمان ساكس»، تقترح كلينتون اتخاذ إجراءات للسيطرة على تجاوزات «وول ستريت» «لأسباب سياسية». وتقول «هناك ضرورة أيضاً للتحرك لأسباب سياسية. عندما تكون عضواً في الكونغرس ويخسر أشخاص في دائرتك وظائفهم ويكتب في كل وسائل الإعلام أن الأمر حدث بسبب وول ستريت، لا يمكنك الوقوف مكتوف الأيدي وألّا تتحرك». وهذا الخطب ألقتها كلينتون في الفترة التي تفصل بين مغادرتها منصب وزيرة الخارجية وبدء حملتها للانتخابات الرئاسية. وكان السناتور عن فيرمونت بيرني ساندرز الخصم السابق لكلينتون في الانتخابات التمهيدية ل «الحزب الديموقراطي»، استند إلى خطب كلينتون ل «غولدمان ساكس» ليؤكد أنه لا يمكن الاعتماد عليها لتنظيم شركات تسلمت منها أموالاً. وحاول ترامب استخدام هذه الرسائل واتهمها خصوصاً بأنها لم تؤمن سلامة وثائق داخلية للإدارة الأميركية عبر استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً عندما كانت وزيرة للخارجية. واستند إلى وثائق «ويكيليكس» ليؤكد أن كلينتون اتخذت في خطب خاصة بمجموعات مصرفية كبيرة في 2013 و2014، موقفاً مؤيداً للتبادل الحر والتنظيم الذاتي ل «وول ستريت»، خلافاً لخطبها الحالية.