طهران، روما، باريس - أ ب، أ ف ب - أعلن سجاد خضرزاده نجل الإيرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالرجم حتى الموت لاتهامها بالزنا والتواطؤ في قتل زوجها، تنفيذ حكم جديد بجلدها 99 مرة، مناشداً البابا بندكتوس السادس عشر والحكومة الإيطالية «التدخل لإنقاذ حياتها». ونقل الصحافي الفرنسي - الإيراني ارمين عارفي على موقع مجلة «قاعدة اللعبة»، عن سجاد قوله هاتفياً من مدينة تبريز شمال غربي ايران، ان والدته حُكم عليها ب99 جلدة لنشرها «الفساد وانعدام الأخلاق»، على خلفية نشر صحيفة «ذي تايمز» البريطانية في 28 آب (اغسطس) الماضي صورة امرأة غير محجبة اكدت انها اشتياني (43 سنة)، والتي اكد عارفي انها تعود فعلياً الى ناشطة سياسية ايرانية تقيم في السويد. وقال سجاد: «هذه الصورة ليست بالتأكيد لوالدتي». وأشار الى ان هوتان كيان محامي والدته علم بأمر عقوبة الجلد الجديدة «من معتقلين في السجن أفرج عنهم للتو. واتصل بعدها بالقاضي المستقل للسجن الذي أكد العقوبة». ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن سجاد تأكيده ان العقوبة الجديدة بجلد والدته «نُفذت قبل أيام»، مضيفاً: «هذا شيء لا يطاق، ويشعرني بالغضب». وأشار الى أنه لا يعرف الحالة الصحية لوالدته، اذ لم يُسمح له بلقائها «منذ أكثر من اسبوعين، وأنا قلق جداً، وآمل بأن أتمكن من لقائها الخميس المقبل، لكن لست متأكداً من حصولي على إذن بذلك». وناشد سجاد «البابا بندكتوس السادس عشر وجميع الإيطاليين، وبصفة خاصة الحكومة ورئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني، التدخل لإنقاذ حياة والدتي» ووقف «الفظائع غير المبررة» التي تتعرض لها. وقال ل «آكي» أن الأمل الوحيد لوقف تنفيذ حكم الرجم، يتمثل في التعبئة الدولية، مضيفاً: «أود أن أشكر المجتمع الدولي بأسره، لأنه يتابع قضيتنا باهتمام كبير، وأطلب منكم ألا تتوقف الحملة، لأن هذا النوع من الضغط في أنحاء العالم يمكن أن يساعد والدتي حقاً. أرجو ألا تتوقفوا، فأنتم أملنا الوحيد». وزاد: «قبل مناشدتي المجتمع الدولي، كتبت رسائل عدة إلى أعلى المناصب في الدولة (الإيرانية)، بما في ذلك المرشد علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد، لكن لم أتلق أي جواب. أسأل أحمدي نجاد أين هي تلك العدالة التي كان يتحدث عنها خلال حملته الانتخابية؟ ولماذا لا يتدخل لدعم والدتي المسكينة؟ أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء السلطات الإيرانية». وفي أول تعليق له على القضية، اعتبر الفاتيكان رجم اشتياني شكلاً «وحشياً» من أحكام الإعدام. وذكّر الناطق باسمه الأب فيديريكو لومباردي بأن الكنيسة الكاثوليكية تعارض الإعدام في شكل عام، مشيراً الى ان البابا يتابع هذه القضية عن كثب، كما لمّح الى إمكان قيامه بجهود بعيدة من الأضواء، لمساعدتها. في الوقت ذاته، أعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن استعداده للقاء نظيره الإيراني منوشهر متقي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري، لمناقشة قضية اشتياني، باعتبارها فرصة «سانحة» لاستئناف الحوار بين طهران والغرب. وقال لصحيفة إيطالية: «لا أعارض بتاتاً ترتيب لقاء مع متقي. رأينا أن من المناسب في المرحلة الراهنة أن يصغوا إلينا بوصفنا حكومة، وتجنّب توجيه أصابع الاتهام ضد السلطات الإيرانية، بل نطلب منهم بادرة رأفة» في شأن اشتياني. وأشار الى أن «الذين لا يعرفون بلداً مثل إيران، هم الوحيدون الذين يرون أن التهديد بعقوبات وسيلة لإنقاذ أشتياني، لكن اذا تحركنا وفق منظور استراتيجي، كما أثبت الإيرانيون قدرتهم على التحرك بالحوار مع الغرب، فإن طهران تدرك ان دورها الذي اعلنته بوصفها قوة إقليمية، لا يمكن أن يتحمل ثقل خطر العزل سياسياً واقتصادياً وحتى إنسانياً، اذا لم تعدل حكمها بحق اشتياني». في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) بأن إحدى محاكم طهران وجهت تهمة «عدوة الله» الى الصحافية الإيرانية والناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان شيوى نزار اهاري (26 سنة)، ما قد يؤدي الى صدور حكم بإعدامها. ونقلت «إيلنا» عن المحامي محمد شريف قوله ان موكلته نزار اهاري «مثلت امام المحكمة باعتبارها عدوة الله وتآمرت على الأمن الوطني وقامت بالدعاية ضد النظام وبالإخلال بالأمن»، موضحاً أن هذه الجلسة هي الأخيرة قبل صدور الحكم، لكنه ذكر انه «غير متشائم» بالحكم الذي سيصدر. واتهمت نزار اهاري أيضاً بالاتصال ب «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارضة للنظام الإيراني في الخارج، وهذا ما نفته بشدة. واعتُقلت نزار اهاري للمرة الأولى خلال الاحتجاجات على اعادة انتخاب نجاد، وأُطلقت بكفالة بعد 3 أشهر على توقيفها، لتُعتقل مجدداً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لدى استعدادها للمشاركة في تشييع رجل الدين المعارض حسين علي منتظري.