أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تسعى الى التفاهم حول مبادئ الأمن الاستراتيجي، لكنه قال ان روسيا «لا تؤيد في شكل كامل إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة». واعتبر ان مكافحة المخدرات هو الملف الوحيد الجاري التعاون فيه مع حلف شمال الأطلسي حالياً. وقال لافروف في كلمة القاها امس، أمام طلاب معهد العلاقات الدولية التابع للخارجية الروسية، ان موسكو وواشنطن تسعيان الى تقريب مواقفهما حيال ملفات الأمن الاستراتيجي و «حققننا تقدماً مهماً للتفاهم على مسائل كثيرة». لكنه لفت الى وجود تباين واضح في التعاطي مع ملفات اساسية، مشيراً الى ان عقيدة الأمن الاستراتيجي الأميركية «مازالت في بعض جوانبها تعيش زمناً ماضياً»، وأضاف أن روسيا لا تستطيع الموافقة كلياً على مضمون إستراتيجية الأمن القومي الأميركية التي نشرت في أيار (مايو) الماضي لأنها تتضمن عناصر كثيرة تجاوزها الزمن، تتعلق بفلسفة السياسة الخارجية. ولفت الوزير الروسي الى أن الدول الكبرى «لا يمكن أن تتوافق على كل شي»، معتبراً أن السعي إلى تنشيط الحوار يشكل ظرفاً لتوافق أكبر ولإيجاد حلول لمشاكل دولية. في الوقت ذاته انتقد لافروف سياسات الحلف الأطلسي، معتبراً انه «مازال يراوح مكانه متأرجحاً بين الماضي والحاضر. ويبدو لي ان تأرجحه طال كثيراً». وجدد لافروف الدعوة الروسية للحلف الغربي الى «أن يستكمل عملية التحول الى منظمة تعمل على ضمان الأمن وتبدي استعدادها للمشاركة مع اطراف اخرى على قدم المساواة من اجل تطوير اوروبا والعالم». ولفت لافروف الى ان الملف الوحيد الذي يجرى فيه تنسيق وتعاون كامل بين روسيا والأطلسي حالياً، هو ملف مكافحة المخدرات. في غضون ذلك، نقلت وكالة انباء «نوفوستي» عن وزارة الدفاع الليتوانية إن أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الأميركي من طراز «ف-15» بدأت منذ أمس، القيام بطلعات دورية فوق جمهوريات حوض البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا). وحلت المقاتلات الأميركية مكان طائرات سلاح الجو البولندي، التي كانت تقوم بهذه المهمات منذ العام 2008. وكانت جمهوريات حوض البلطيق انضمت إلى حلف الأطلسي على رغم معارضة موسكو لتوسيع الحلف شرقاً، ولا تمتلك الجمهوريات التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي في السابق طائرات قادرة على حماية أجوائها ما يضع هذه المهمة على كاهل حلفاء من بلدان أخرى. واضطلع الطيران الأميركي بهذه المهمة بين عامي 2005 و 2008.