كشف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف أن الفرق الإلكترونية التابعة للمديرية العامة لمكافحة المخدرات ضبطت 37 حساباً، وألقت القبض على 54 شخصاً، بتهمة الترويج للمخدرات على المواقع الالكترونية. وعدد الشريف في ورقة عمل شارك بها أمس (الأربعاء) في المؤتمر العربي الذي ينظمه الاتحاد العربي للوقاية من المخدرات في دولة الكويت، تحت عنوان «أساليب ترويج المخدرات في وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية احكام السيطرة عليها»، أهداف استخدام وسائل التواصل في مجال مكافحة المخدرات، التي تهدف إلى زرع الوازع الديني، تعزيز القيم الاخلاقية والاجتماعية، ونشر الوعي الثقافي والصحي والاجتماعي ونشر الوعي الأمني. وعد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الشبان والفتيات الفئة الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «بعضهم قد ينحرف عن الهدف الأساسي من وراء تلك المواقع إلى نشر الإشاعات الهدامة وتعريض الأمن المجتمعي للخطر والتحريض على تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، واستغلال تلك المواقع في ترويج وبيع المخدرات والمواد الطبية الخاضعة للرقابة». وأوضح الشريف أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات «تتعامل مع المحرضين والمروجين من خلال التثقيف، التنبيه، التحذير، وأخيراً الضبط». وأضاف أن «المديرية فعلت دور فرقها الإلكترونية التي ترصد عمليات الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتبع المروجين لإلقاء القبض عليهم»، مشيراً إلى أن الفرق ضبطت «37 حساباً و54 شخصاً متهماً». وينطبق على المخالفات نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الذي حددت المادة السادسة منه عقوبات الجرائم المعلوماتية ومنها السجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال او بإحدى هاتين العقوبتين، بحق كل شخص يرتكب أياً منها. وتشمل الجرائم المعلوماتية «إنشاء موقع على الشبكة المعلوماتية أو الاتجار بالمخدرات أو المؤثرات العقلية وترويجها أو طرق تعاطيها أو تسهيل التعامل بها». وتضمنت ورقة العمل ثمانية مقترحات لمواجهة هذه التطبيقات. وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في الرياض أوقفت خلال الأيام الماضية عدداً من مروجي المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، آخرهم مروج يطلق على نفسه في موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات» اسم «f-16»، لترويج المخدرات واستقطاب صغار السن. فيما أوقفت «مكافحة المخدرات» خلال أيلول (سبتمبر) الماضي 15 مروجاً، 12 منهم استخدموا «سناب شات» في أعمال الترويج، فيما عمد واحد إلى «انستغرام»، واثنان من طريق مواقع التواصل الاجتماعي من دون تحديد النوع. وغالبية المروجين المقبوض عليهم في الرياض، فيما أربعة منهم من مكةالمكرمة، ومن بينهم زوج وزوجته اختارا لقبي «زيو» و«ميامي»، فيما كان المروج الملقب «أكشن» يستهدف الفتيات. إلى ذلك، تعمل المملكة على تنفيذ مشروع إلكتروني يحمل اسم "أكاديمية نبراس للتدريب الالكتروني"، بهدف تدريب ثلاثة ملايين شخص على مكافحة المخدرات. وأوضح الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) الدكتور نزار الصالح ان "مشروع اكاديمية نبراس هو عبارة عن أكاديمية علمية للناطقين باللغة العربية على مستوى العالم"، موضحاً أنها "تتضمن حقيبة تدريب المرشدين الطلابيين على أسس وقاية الطلاب من المخدرات والمؤثرات العقلية، وحقيبة ظاهرة المخدرات وسبل الوقاية منها، وحقيبة مهارات الطلاب الحياتية، وحقيبة برامج الوقاية في بيئات التعليم". يذكر أن مشروع "نبراس" جاء لتوحيد الجهود في مكافحة المخدرات يستمر لمدة خمسة أعوام على مستوى المملكة. يهدف إلى الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتوعية الأسرة بأهمية العمل الوقائي، وزيادة الوعي بأخطار المخدرات والمؤثرات العقلية، والعمل على خفض الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات. ووفق آخر إعلان لوازرة الداخلية صدور مطلع ذي الحجة الماضي فإن حصيلة ما أحبطته من محاولات تهريب المخدرات إلى داخل المملكة خلال شهر ذي القعدة بلغ 6 أطنان من الحشيش، ومليوني قرص إمفيتامين، و295 ألف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي. وأضافت الوزارة أنها أحبطت أيضاً تهريب 11 كيلوغراماً و651 غراماً من الكوكايين الخام، وأربعة كيلوغرامات و77 غراماً من الشبو الخام، إضافة إلى 693 طناً من القات. وأكدت وزارة الداخلية أن القائمين على التهريب «حاولوا استغلال انشغال القوات الأمنية والعسكرية في إدارة الحج والذود عن الحدود»، مشددة على أن «يقظة القطاعات الأمنية والعسكرية حالت دون نجاح خططهم». وكان مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد الزهراني قال في تصريح سابق إن «كميات المخدرات المضبوطة في المملكة تعادل ثلثي الكميات المضبوطة في العالم»، مؤكداً أن «هدف مصنعي المخدرات ليس مادياً، بل تدمير شباب الوطن». وأضاف الزهراني: «أن المخدرات المهربة إلى المملكة تُصنع خصيصاً في مصانع سرية، معلوم للمكافحة مواقعها، وثبت لدينا أن المخدرات تصنع خصيصاً للمملكة، ولا تتعدى المادة المخدرة فيها نسبة 10 في المئة تضاف إليها مواد مدمرة عقلياً، وأحبطنا أكبر عمليات التهريب عالمياً خارج المملكة وداخلها ومصانع للمخدرات».