عقدت جامعة الطائف ممثلة في كلية الطب وهيئة الهلال الأحمر السعودي أخيراً، اتفاقاً على أن تقدم الجامعة دورات تدريبية لأفراد الهلال الأحمر السعودي، شاملة لأخلاقيات المهنة، والإسعافات الأولية، والإنعاش القلبي الرئوي. ويتضمن الاتفاق إجراء التقويم المستمر لمعرفة مدة استفادة المتدربين من الدورات، إضافة إلى حصول المتدربين على شهادات معتمدة من الهيئة الطبية للتخصصات الصحية وكذلك من الجامعة. وأوضح وكيل كلية الطب في جامعة الطائف الدكتور عبدالله الحارثي أن هذا الاتفاق يأتي ضمن الخطط المستقبلية للكلية، والهادفة إلى إفادة المجتمع من بعض الدورات الخاصة بالإسعافات الأولية، مشيراً إلى أن هذه الدورات تعد أول دورات تنظم بالتنسيق بين كلية الطب والهلال الأحمر السعودي في الطائف. وستنظم الدورة خلال يومي الأحد والإثنين المقبلين، تحت عنوان «أخلاقيات وسلوكيات المهنة في العمل الميداني»، وسيحضرها نحو 34 متدرباً، فيما يشرف عليها كل من الدكتور عبدالله الحارثي والدكتور طلال الثمالي والدكتور علي الزهراني. وأكد الدكتور الحارثي أن الدورة تسعى إلى تنمية مهارات وسلوكيات أعضاء فرق الهلال الأحمر السعودي من خلال العمل الميداني، خصوصاً وأنهم يتعاملون مع الجمهور بشكل يومي، إضافة إلى طريقة التعامل مع الجمهور والمصابين. وأوضح أن التقارير التي تصدر عن المستشفيات والمراكز الصحية أكدت حاجة المسعف إلى مهارات معينة ومتخصصة، كون تنمية هذه المهارات تساعد رجل الهلال الأحمر على زيادة ثقافته ووعيه بكيفية تعامله المهني والتدريبي إلى أن يصبح هذا التعامل حرفة تنعكس على جودة الخدمة التي يقدمها للناس سواء في الميدان أو عند نقل المصابين إلى المستشفيات. وحول نية الجامعة تقديم دورات مختلفة للهلال الأحمر في المجالين الطبي والمهني، قال الحارثي: «تم الاتفاق مع الهلال الأحمر على تقديم أكثر من دورة في هذه السنة والسنوات المقبلة، والدورات الحالية تتعلق بالمعنويات والسلوكيات، وهناك دورات طبية بحتة كالإنعاش الرئوي. وبدأنا فعلياً التنسيق في خصوصها». وعن توسيع دائرة التدريب خارج الطائف قال «إن التدريب سيشمل محافظة الطائف ومن ثم ضواحيها لتعم الفائدة جميع رجال الهلال الأحمر»، موضحاً أنه سيتحدث خلال الدورة عن موضوع تنمية المهارات في التعامل مع الجمهور، وتنمية المهارات الشخصية في تحمل المواقف الصعبة، وكيفية التعامل مع المواقف المحرجة أمام الجمهور أو الكادر الطبي الذين يتعامل معهم. وشدد على أهمية هذه الدورة للقطاعات الصحية كافة، إضافة إلى طلاب الجامعات والفنيين ومختلف الاختصاصات الأخرى، كونها تغطي ثلاثة محاور رئيسة هي: علاقة المرض مع سلوك الإنسان، وكيف نتصدى للشد العصبي أثناء العمل؟، وكيفية التحكم فيه حتى لا يؤثر على السلوك الشخصي والمهني. وقال أحد المتدربين الذين سيشاركون في البرنامج: «إنه تحفيز لي ولزملائي لتقديم خدمة متميزة للمصابين، ومعالجة المشكلات التي تواجه رجال الهلال الأحمر في الميدان من حيث السلوكيات والأخطاء بين الطرفين وتصحيحها». وأكد وجود ضغط نفسي بين الطرفين يحدث في كثير من الحالات، ويرجع سببه لدى كثير من الجمهور إلى عدم الوعي بدور رجال الهلال الأحمر، «ونحن نحاول الرفع من مستوى الخدمة التي نقدمها للمصابين حتى يتسنى لنا نقلهم إلى أقرب مركز صحي يقدم تقديم أفضل الإسعافات لهم».