رفضت إدارة تعليم الرياض استقبال التقاعد المبكر لعدد من المعلمين، وأحالتهم إلى برنامج «فارس» الإلكتروني لإتمام العملية، في حين أكد معلمون أن «فارس» لا يقبل طلب التقاعد، مشيرين إلى أن رفض طلباتهم يعود إلى «قرار» من الوزارة في عدم إحداث إرباك في العملية التعليمية خصوصاً أنها في بداية العام. وقال عدد من المعلمين ممن تقدموا بطلب التقاعد المبكر ل«الحياة»: «خدمنا سنوات طويلة في الميدان التربوي، وغالبيتنا له أكثر من 25 عاماً، ونرغب في الراحة». وبينوا أنهم تقدموا بحسب الأنظمة واللوائح التي تكفل للمعلم حق التقاعد، إلا أن «مدير شؤون المعلمين» في الإدارة أغلق الباب أمامهم، مشيرين إلى أن كثيراً منهم تجاوز عمره ال50 عاماً. ولفتوا إلى أنه رفض قبول تقاعدهم، ولم يفتح باب الحوار معهم ولم يمنحهم الوقت للحديث. من جانبه، أوضح الأكاديمي التربوي المختص في الشأن التعليمي خالد الثبيتي في حديث إلى «الحياة» أن الأسباب التي تدفع المعلمين للتقاعد المبكر كثيرة، منها «ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول إعادة درس السلم الوظيفي للمعلمين، إذ إن التقاعد الآن يبعدهم عن الدخول في حسابات مالية معقدة، ولاسيما أن نسبة كبيرة منهم لديه قروض، ويحتاج إلى سنوات للوفاء بمتطلبات المصارف». «الحياة» تواصلت مع المتحدث باسم «تعليم الرياض» مدير الإعلام التربوي علي الغامدي، الذي أكد أن الإدارة لم توقف التقاعد المبكر، وقال: «التقديم مفتوح، ولكن من طريق برنامج فارس الإلكتروني». يذكر أن «برنامج فارس» صممته وزارة التعليم خلال السنوات الماضية، ويستخدم في معاملات موظفي «التعليم» بشكل عام. احتفاء باليوم العالمي للمعلم أكد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى زيادة الوعي بقضايا المعلمين والحرص على احترامهم، وأن رفع قيمة مهنة التعليم جزءاً لا يتجزأ من أهداف التعليم في العالم وبشكل عام. وأوضح خلال احتفال الوزارة أمس بذكرى «اليوم العالمي للمعلم» أن مشاركة المملكة دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للمعلمين والمعلمات، تأتي في وقت استطاع المعلم السعودي أن ينهض بمهنته ويدرك حجم الأمانة والرسالة التي يحملها، وهو الواقع الذي نلمسه ونعيشه من خلال النماذج المشرفة لمعلمينا ومعلماتنا وما يقدمونه داخل مدارسهم وفي مشاركاتهم الدولية وتمثيلهم لوطنهم خير تمثيل، للارتقاء بمهنتهم والوصول إلى التميز الذي يدركون أنهم به سيرتقون بهذا الوطن ويرفعون برسالتهم راية تستحق أن تظل خفاقة. وبيّن أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أولت هذا اليوم جانباً كبيراً من الاهتمام، وأكدت على عدد من المواضيع التي تطرحها وتخص بها المعلم، وفي كل عام يتم الاحتفاء به في هذه الذكرى. وأضاف أن المناسبة تدفع إلى التذكير بالأدوار التي يؤديها المعلم داخل التركيبة العامة للمجتمع والآثار القيمة لما يزرعه في أجيال المستقبل، والتي نؤمن تماماً بأنها اللبنة الأساسية التي تتشكل بها عقلية أبنائنا وبناتنا نظير ما يتلقونه من علوم ومعارف لا تقتصر على المنهج، ولكنها تتجاوزه إلى السلوكيات والممارسات التي يستطيع المعلم أن يغرسها لتؤتي الثمار التي تؤمل عليها قيادات مملكتنا الحبيبة الشيء الكثير، والأمل المنتظر لقيادة دفة التطوير والنماء. وأشار العيسى إلى أنه لابد أن نشير في هذا اليوم إلى أمانة الرسالة، ودور المعلم، وعظيم الأثر، فهذه العناصر الثلاثة التي متى أدركنا أهميتها وعزمنا على تجويد الأداء سنصل حتماً إلى تعليم يرتقي بالحجم الذي يطمح إليه ولاة أمرنا من جميع مؤسساتنا التعليمية. يذكر أن «اليوم العالمي للمعلم» اعتمدته منظمة اليونسكو في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 1994، وذلك احتفالاً بالخطوة الكبيرة التي اتخذت لمصلحة المعلّمين في هذا اليوم عام 1966، عندما تم اعتماد التوصية المشتركة بين منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية في شأن حال المعلّمين خلال مؤتمر حكومي دولي خاص عقدته «اليونسكو» في باريس، وذلك بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وأوضحت التوصية ما للمعلّمين من حقوق وما عليهم من مسؤوليات، إضافة إلى توضيح المعايير الدولية لتحضيراتهم الأوليّة وتعليمهم المستقبلي وظروف التعليم والتعلم. ومنذ اعتماد هذه التوصية، تم اعتبارها مصدراً مهمّاً للمبادئ التوجيهيّة في شأن تعزيز أوضاع المعلّمين لأجل ضمان جودة التعليم.