الرقم أعلاه، من دون الخوض في مقدمات، هو لبرنامج التبرع لمرضى الفشل الكلوي، وواحد من الحلول التي طرقتها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية المصابين بهذا المرض حتى تتجاوز بيروقراطية الأعمال الخيرية التي تُتعِب ومعها يُتعِب أكثر ملاحقة رجال الأعمال والمتبرعين وجمع الصدقات والزكوات، حل الرسائل مستخدم أيضاً لاستنزاف الجيوب والضحك على الذقون في بوابات أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تهلك الجيب بالتدريج وتذهب بالأفكار للبعيد، وما بين الحلين مثل ما بين السماء والأرض، ونحن الذين في الأولى نستند ونقف على حديث «ما نقص مال من صدقة»، وهذا يكفي. قرأت قريباً أن هناك 33 مركزاً لغسيل الكُلى يجب أن تزال لعدم صلاحيتها، فيما الحاجة ماسة لبناء 40 مركزاً على الأقل في مختلف مناطق المملكة، وبين البيروقراطية وضعف التمويل، وبين ازدياد حالات الفشل الكلوي، ستغادر أجساد خارج خريطة الحياة بشكل متسارع من دون أي تفاعل اجتماعي تسهم به رسالة نصية نبعثها يومياً للآخرين الأصحاء على طبق من ذهب وبسعادة بالغة، من دون أن تضيف لنا كنزاً حقيقياً على مستوى الأجر والإحساس بالآخر القريب ومعايشة المعاناة عن قرب. الرقم «5060» جزء من التفاعل الاجتماعي وقناة مهمة للدعم، ولست هنا بصدد الدعاية والإعلان عنه، ولكن ربما يكون أحدنا يوماً ما في حاجة ماسة لإرسال رسالة على هذا الرقم حين يكون محسوباً كإنسان في قائمة المنتظرين والمتعبين وناشدي الأمل. بحسبة بسيطة للرسائل التي تخرج من هواتفنا المرسلة ومضامينها التي تتشكل في الغالب على هيئة نكات أو مشاعر معلبة باردة بنظام إعادة الإرسال، سنجد أن هناك من يضيع المئات من الريالات بلا فائدة ومن أجل من لا يستحقها، لنتخيل أننا المحتاجون والمصابون بالفشل الكلوي، ألا نرغب في تعاطف المجتمع من حولنا وننتظرهم لجمع مبلغ بسيط من أجل ساعة علاج؟ لو طلب منك محتاج على قارعة الطريق ريالات بسيطة يسد بها جوعه أو يؤمن حاجته من دون الخوض في حقيقة التفاصيل، فلن يتردد إنسان في تقديم هذا المبلغ أو يزيد، نحن نحتاج فقط لجرأة وشيء من حماسة للتفاعل الاجتماعي المطلوب لدعم هذه الجمعية ورجالها المتحمسين، فعلى الأسِرَة البيضاء أجساد تنتمي لنا يقاسمها الألم النصف بالنصف، وتخفي دموعها عن الوجوه رغبة في الصبر والأجر، فاجأتهم الحياة بفشل كلوي لحظة ما كانت كل خطط المستقبل المقبل في طور التنفيذ، وفي ساعة ما كانت فيها مؤشرات التوقع حاضرة لكل شيء إلا «الإصابة بفشل كلوي». شاهدوا كيف تمارس علينا القنوات الفضائية لعباً على العقول عبر الأشرطة السفلية ورسائل باهظة لتستنزف جيوبنا بطريقة احترافية تباعاً وبشكل متكرر لا يتوقف، لأن الأمر يشبه الإدمان تحت بند كل «ممنوع مرغوب»، وحين تتطلب المواطنة الحقيقية ومن خلال روابط الدين على الإسهام في المشروع بريالات بسيطة نتراجع قليلاً وننسى مساحات الأجر وجمالية أن نمسح الدمعة الحارقة من على خد مريض أو مريضة، حين نقلص دائرة اليأس في الأعين بالإسهام في محلول غسيل يذهب لوريد أو تأمين جهاز وتوفير دواء. ليقف كل فرد برسالة واحدة مع 9600 مريض بالفشل الكلوي، منهم 11 في تلكؤ يتعرضون للوفاة في المملكة، وهي أقل نسبة في العالم وقابلة للقفز إذا «نمنا عن الدعم». رقم المصابين بالفشل الكلوي يزيد، وكلفة علاج المريض الواحد ارتفع معدلها سنوياً، عيب أن نعجز عن الدعم برسالة نصية تحمل الرقم واحد إلى الرقم «5060»، هي حاصل مجموعة رسائل باردة معلبة، ونسخة طبق الأصل من رسائل العيد المقبل، اعتبروها عيدية باكرة لمستحقين حقيقيين ينتظرون ويستحقون الحياة لا الموت، أنا سأبدأ وأيديكم على هواتفكم المحمولة، وأجركم على الله. [email protected]