يقاس النجاح الذي تحققه بعض الأعمال التلفزيونية أحياناً بمقدار الضجيج الذي تحدثه والنقاشات التي تثار حولها، لكن الجدل الذي يدور حول تلك الأعمال يأتي غالباً ضمن أطر القصة المقدمة والقضايا التي تحاول معالجتها، الحال يأتي مغايراً بالنسبة للمسلسل الكرتوني «شوربة وخل» الذي تعرضه قناة MBC بشكل حصري. فالعمل الذي يلعب بطولته «لورانس» وهي الشخصية التي اشتهرت عبر برامج المحادثة في المواقع الإلكترونية أعلن عن انضمامه لباقة أعمال القناة قبل بداية شهر رمضان بأسبوع واحد فقط من خلال مؤتمر صحافي مبسط شهد حضوراً ضعيفاً، وجاءت حملة التسويق للعمل بمخاوف واضحة من إدارة القناة إذ تضمنت وعوداً من بطل العمل بعدم استخدام ألفاظ بذيئة أو مشينة، تلك الوعود لا تأتي مستغربة، إذ ما عرف بأن بطل «شوربة وخل» لورانس اشتهر من خلال مواقع الإنترنت كشخصية ناقمة على المجتمع وعاداته وكثيرة الانتقاد وبطريقة خلت دائماً من أداب الحديث لتسخدم لغة حوت الكثير من الألفاظ البذيئة. وشهد العمل ردود فعل حادة من إعلاميين ومتابعين مع بداية العرض وقبله طالب بعضها بوقف العمل بينما طالب البعض الآخر بمقاطعة العمل والقناة الناقلة، إضافة إلى مقاطعة الشركات التي تضمن فواصل العمل إعلانات لمنتجاتها. الاستياء الجماهيري بدا واضحاً على المدونات الشخصية للمهتمين بالأعمال التلفزيونية على شبكة الإنترنت، إذ كتب تركي بن إبراهيم في مدونته: «أجد في موافقة أي محطة على عرض مسلسل مثل «شوربة وخل» أمراً مستفزاً، أشعر بأن مجرد عرضه على شاشة التلفزيون أمراً يحوي الكثير من الإهانة الشخصية لي، من المؤسف أن يستهان بالمشاهد العربي والسعودي بشكل خاص إلى هذا الحد، أن يتم تقديم –المدعو لورانس- على أنه شخصية صالحة قادرة على تسليط الضوء على عيوبنا أمر مُبك ومضحك في الوقت نفسه». ويضيف: «لست أرفض متابعة العمل فقط بل أرفض متابعة القناة بكل أعمالها وأرفض أن أكون موجوداً في مجلس يقبل أصحابه بمشاهدة «شوربة وخل» عزائي الوحيد أني إلى اليوم لم أجد من يتابع العمل أو يقبله»، بينما يقول سعود الخالد: «لورنس نفسه وهو من يقدم من خلال العمل كمصلح اجتماعي يخجل من إظهار وجهه وعلى علم بماضيه المخجل درجة أنه توارى في أكثر من ظهور تلفزيوني عن إظهار نفسه واختفى خلف «لثام شماغه»، والمطلوب مني اليوم تقبل نصائحه مثلاً؟ أكثر ما يخجلني هو قناعة مقدمي العمل بأن بطلهم قادر على تقديم النصح». المقاطعة وحملات النقد لم تقتصر على المدونات الشخصية ومنتديات الإنترنت إذ قررت مجموعة من مستخدمي برنامج المحادثات الشهير «بالتوك» والذي شهد بداية لورانس رفع دعوى قضائية لوزارة الداخلية ووزارة الإعلام على «لورانس» يطلبون من خلالها وقف عرض العمل، مرجعين ذلك إلى المواقف المعروفة عن بطله كما تضمن ملف الدعوى التي ينون رفعها تسجيلات صوتية ل «لورانس» إبان مشاركته في برنامج المحادثات، مؤكدين أن الاستمرار في تقديم العمل قد يتسبب في نشر أفكار بطل العمل وتأييد ما فشل في نشره من خلال الإنترنت. وأكد أحد المشاركين في رفع الدعوى وهو عمر السويدي ل «الحياة» أن المجموعة التي تنوي رفع الدعوى القضائية تعرّض عدد من أفرادها للتهديد وقال: «تعرضت لمضايقات من المقربين من لورانس لثنينا عن القضية التي سنرفعها لوزارة الداخلية ووزارة الإعلام عبر دخولهم علينا بغرف «البالتوك» بأسماء مستعارة والتعريف بي وبسكني ورقم جوالي وبعض المعلومات عني، إضافة إلى تأكيدهم أن بث العمل لن يتوقف لأي سبب وأن شخصية لورانس – مدعومة - كما عُرض عليّ شخصياً مبلغ مالي قدره 10 آلاف ريال لإقناع المجموعة بطي القضية». ويؤكد السويدي أنهم ليسوا ضد «لورانس» كشخص، لكن إصرارهم على نبذ الأفكار التي دأب على تقديمها كان وراء تحركهم لوقف العمل ويضيف: «لسنا ضد لورانس بل ضد أفكاره المعروفة من قبل بالحث على التحرر اللاأخلاقي بين الجنسين والضرب عرض الحائط بالعادات والتقاليد». وقال أحد أفراد المجموعة وهو فهد الزهراني ل «الحياة»: «عرض مسلسل يقدم شخصية لورانس على شاشة التلفزيون سيدفع الكثير من المراهقين إلى البحث عن ماضي الشخصية وبالتالي التعرف على أفكارها وما قدمته طوال مسيرتها، وقد يرى البعض في انتقال الشخصية من الإنترنت لشاشة التلفزيون نوعاً من المكافأة أو التقدير، فهل المفترض أن تنال شخصية أهانت مجتمعها مكافأة الظهور من خلال التلفزيون وتقديم النصح؟». يذكر أن هذه هي الحملة الثالثة التي يطلقها مجموعة من مستخدمي الإنترنت ضد «لورانس» وغرف المحادثة التي يستخدمها نظير الكثير من السلوكيات التي اعتبرها مطلقو تلك الحملات مرفوضة.