طالب وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن الفضلي صغار منتجي الألبان بالاندماج وخلق كيانات كبيرة، ليتمكنوا من المنافسة في السوق، وحثهم على مساعدة أنفسهم بأنفسهم، مبيناً أن مشكلاتهم قديمة، وأن إيقاف زراعة القمح والأعلاف لن يؤدي إلى ارتفاع أسعارها على المدى المتوسط والبعيد، موضحاً أن «الأسعار تخضع للعرض والطلب وقوة السوق والتنافس بين المستثمرين والمنتجين، وهذا يخلق نوعاً من التوازن ووفرة في المنتجات للمستهلكين»، مشدداً على أهمية عدم الاحتكار الذي تكافحه الوزارة. وعن الاستثمار الزراعي الخارجي، أكد الفضلي وجود خطط ستعلن قريباً، وترتيبات سيتم الانتهاء منها قريباً، ومجلس الوزراء أقر أخيراً تخصيص 10 في المئة من مشتريات القمح من رجال الأعمال السعوديين المستثمرين في الخارج، وسيتم تقييم ذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأضاف أن الاستثمارات الزراعية في الخارج تكون في الدول التي تعطي عوائد أعلى وضمانات للاستثمار وتربطها بالمملكة علاقات ممتازة، مبيناً أن الوزارة تشجع على الزراعة لسد حاجة السوق من مختلف المنتجات، وفي الوقت نفسه المحافظة على الثروة المائية، وخلق توازن بما يحافظ عليها وزراعة ما نحتاج إليه ولا نستطيع استيراده. وافتتح الفضلي أمس الدورة ال35 للمعرض الزراعي السعودي 2016، بعنوان: «الاستثمار في الأمن الغذائي المستدام»، وذلك بالتزامن مع المعرض السعودي للأغذية الزراعية والمعرض السعودي لتغليف الغذاء، وتستمر فعالياته على مدى خمسة أيام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ويتيح المعرض للمشاركين من الشركات والمصانع ومؤسسات الزراعة والأغذية ومستلزماتها الاستفادة من فرص الأعمال والاستثمار الجديدة وإمكانات النمو التي يوفرها قطاع الزراعة والأغذية، انطلاقاً من أهدافه المتمثلة بتفعيل فرص تبادل المعرفة وتعميق أواصر التواصل بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، كما يعكس المعرض أهمية تنظيم هذه الفعاليات لتسليط الضوء على المكانة الريادية للسوق السعودية، وما تبذله حكومتنا الرشيدة في هذا الجانب، وما يعزّز استقطاب المستثمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم والشرق الأوسط. وقام محافظ المؤسسة العامة للحبوب المهندس أحمد الفارس برعاية اللقاء الموسع الثاني للجان الزراعية في الغرف السعودي نيابة عن وزير البيئة والمياه والزراعة، الذي أقيم على هامش المعرض، وتناول في كلمته قطاعات البيئة والمياه والزراعة، باعتبارها أحد أهم الروافد الاقتصادية في المملكة، إذ توجد في القطاع فرص واعدة في مواجهة مخاطر الأمن الغذائي، والكفاءة الإنتاجية والتسويقية في القطاع الزراعي، وزيادة الكفاءة في استخدام المياه للأغراض الزراعية. كما استعرض الفارس خلال اللقاء مبادرات الوزارة لبرنامج التحول الوطني لتحقيق 16 هدفاً استراتيجياً تستثمر من خلالها عناصر القوة ومجالات الفرص في قطاعات البيئة والمياه والزراعة، تطلعاً ل«رؤية المملكة 2030»، وآفاقها المستقبلية للتحول نحو اقتصاد مستقر وتنمية متوازية، ليكون القطاع الزراعي أكثر تطوراً وتنوعاً، وذلك برفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، خصوصاً الموارد المائية، اعتماداً على الميزات النسبية للمناطق المختلفة في المملكة، للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي المستدام بمفهومه الشامل، والتنمية الريفية المستدامة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي. وقال: «من أهم أهداف الوزارة الاستراتيجية تحقيق أمن غذائي شامل ومستدام في المملكة، وبناء خطة استراتيجية في الاستثمار الزراعي في الخارج، وتنفيذ برنامج وطني للحد من الهدر الغذائي يقوم على التجارب والمعايير الدولية، كما أن من مبادرات الوزارة تأسيس مركز لتطوير وإنتاج اللقاحات البيطرية، إلى جانب العمل على عدم انتشار الآفات الزراعية العابرة للحدود والمستوطنة، وتطوير نظم مستدامة لتحقيق الإنتاج النباتي والحيواني». ويحظى المعرض الزراعي السعودي، الذي تنظمه شركة معارض الرياض المحدودة المعتمد من الاتحاد الدولي للمعارض UFI، برعاية وزارة البيئة والمياه والزراعة، ويستمر أربعة أيام في مركز معارض الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ويسلط المعرض الضوء على القطاع الزراعي، والعمل وفق معايير عالمية لتعزيز قنوات التواصل بين الشركات المحلية والأجنبية، ويركز هذا العام على الزراعة العضوية والمنتجات التابعة لها، إضافة إلى تربية وزراعة الأسماك، وبحث سبل المحافظة على الموارد الطبيعية للمملكة. ويقدم المعرض منصة متكاملة تجمع القطاعين العام والخاص، إذ يشارك فيه أكثر من 350 شركة عارضة من 31 دولة مشاركة، و12 جناحاً دولياً، وذلك لتعزيز مفهوم وأفق التعاون مع شركاء محليين وعالميين لتطوير هذا القطاع الحيوي، وتقديم أفضل الخدمات والمنتجات في القطاع الزراعي، والتعريف بأهم الابتكارات لزوار المعرض المتخصصين.