رعى أمس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان آخر مصالحات الجبل في بلدة بريح في إطار طي ملف المهجرين، خلال لقاء جرى في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، في حضور رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط ولجنة مشتركة من المقيمين والعائدين من أهالي بلدة بريح. ورأى الرئيس سليمان في كلمة للمناسبة أن «لبنان قائم على الوفاق والعيش المشترك بين أبنائه على رغم كل ما مر به من أحداث منذ عام 1943 لغاية اليوم»، لافتاً الى أن «وحدة الجبل أساس وحدة لبنان ومنه انطلقت». وشدد أن «العيش المشترك يستكمل بالإنماء المتوازن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف وتطبيق اللامركزية الإدارية التي تحقق الإنماء المتوازن وإجراء إصلاحات على الأنظمة والقوانين لتحديثها وتطويرها ما يحسن أوضاع المواطنين». وكان سليمان وجنبلاط الذي زار بيت الدين لليوم الثاني على التوالي توجها معاً من مكتب رئيس الجمهورية الى «قاعة المحكمة» في القصر حيث كانت لجنة مشتركة من المقيمين والعائدين من أهالي بلدة بريح في الانتظار. وبعد اكتمال توقيع أعضاء الوفد على بروتوكول المصالحة، ألقى وزير المهجرين أكرم شهيب كلمة قال فيها: «نمهد اليوم برعاية رئيس الجمهورية وباحتضان من الحكومة ورئيسها لإنجاز آخر المصالحات في الشوف أسس لها ورعاها رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط وسلكت الطريق الصحيح بالزيارة التاريخية للبطريرك نصر الله صفير الى المختارة، وبالدعم الواضح الذي لاقته من كل القيادات السياسية الفاعلة». وأضاف: «في بيت الدين نلتقي في قلب الشوف العزيز في حضن الوحدة الوطنية، لنفتح الباب على استكمال المصالحات المتبقية ولنقفل الملف الذي أدرج في أولويات الحكومة. فشكراً لمن رعى واحتضن وأسس ومهد الطريق ودعم. وشكراً لأهلنا ممثلين بأعضاء لجنتيهما المؤمنين بتكريس وحدة البلدة كجزء من وحدة الجبل ووحدة الوطن». وقال جنبلاط: «نريد أن نعيش سوية، الى أين سنذهب؟ سنعيش مع بعضنا. إذا كنا نريد الافتراق عن بعضنا بعضاً فالمستقبل لن يكون لكم ولا لنا، نضمحل ونتبخر. وسوية بوحدتنا نعزز ما تبقى من وحدة الجبل، انتبهوا الى هذا جيداً. انسوا الماضي». كلمة سليمان وقال الرئيس سليمان: «الظروف التي أدت الى القتال والتهجير كانت أقوى منا جميعاً وهي نفسها التي أدت الى حوادث برج أبي حيدر بالأمس. افهموا الأمر جيداً، إن هناك من يريد أن يزعزع هذا الوطن ويخرب أساساته وتركيبته ويريد ألا نعيش مع بضعنا. ولكن من هنا، من الجبل انطلق العيش المشترك، والعيش الواحد. عود على بدء، أقول لكم إن ما نقوم به اليوم بالإرادة الطيبة والنية الطيبة هو من أهم الصفحات في تاريخ لبنان. فكونوا متضامنين على الخير والانتماء الوطني والعروبة». واعتبر «أن كل الذي حصل في لبنان بني منذ عام 1943 على أساس الوفاق ودائماً هناك أياد تخرب، هذا الوفاق يحصل اشتباكات وخلافات ونعود الى الوفاق من عام 1958 لا غالب ولا مغلوب، الى الطائف الى الدوحة، دائماً الأمر نفسه. فلنكن أذكى من ذلك ونفتش عن مصلحة أولادنا، وأقول للمهجرين: أولادكم يحق أن يكون لهم مقر في بلدتهم في بريح. يحق لهم مثلكم أن يتعاطوا ويتعرفوا على إخوانهم الدروز الذين بنى أجدادهم سوياً هذا الوطن». وشدد على أن «الإنماء حق كبير وهو لا يتم إلا بالتوافق وحسن العلاقة الذي يجعلنا نستكمل تطبيق اتفاق الطائف وتحقيق الإنماء المتوازن واللامركزية». وكان سليمان اجتمع الى النائب وليد جنبلاط الذي رافقه نواب من «اللقاء الديموقراطي» ورئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان مع كتلة نواب «وحدة الجبل»، ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون ونواب من الجبل ونواب سابقون وفاعليات وجرى البحث في التطورات الراهنة. ورفض جنبلاط في تصريح لقناة «المنار» بعد زيارة بيت الدين الحديث عن تقصير للجيش حيال الأحداث التي حصلت في منطقة برج ابي حيدر، داعياً الى اقامة لجان امنية في الأحياء. وأكد جنبلاط ان الهجوم على الجيش هو «من الاخطاء الكبرى لأنه المؤسسة الوطنية الاساس التي يمنع التعرض لها، بل إن المطلوب تأييد ودعم الجيش معنوياً ومادياً وسياسياً لا العكس». وعرض سليمان مع وزير السياحة فادي عبود الأوضاع العامة. والتقى الوزير السابق ناجي البستاني، ثم بحث مع القيادي في «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الاحباش) النائب السابق عدنان طرابلسي في التطورات الراهنة والخطوات لإنهاء ذيول الحوادث الأخيرة في منطقة برج أبي حيدر.