القاهرة - رويترز - بث التلفزيون الرسمي في مصر مساء أول من أمس مقابلة تلفزيونية مع جمال مبارك النجل الأصغر للرئيس المصري حسني مبارك تحدث فيها عن زياراته للقرى الفقيرة وظهر خلالها وهو يتناول طعام الإفطار مع أسرة بسيطة، ما عزز التكهنات باحتمال ترشحه لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وتأتي المقابلة التلفزيونية وسط حملات نظمها ناشطون غير معروفين لدعم ترشح مبارك الابن للرئاسة. ولم يقل الرئيس مبارك الذي يتولى الحكم منذ العام 1981 هل سيسعى إلى الفوز بولاية جديدة مدتها ستة أعوام. وإذا لم يفعل، فإن معظم المصريين يعتقدون أن الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم سيختار ابنه جمال البالغ من العمر 46 عاماً لخلافته. وينفي مبارك وابنه أي نية لتوريث الحكم، كما نفى مسؤولون حكوميون تقارير مفادها أن الرئيس البالغ من العمر 82 عاماً مريض إلى درجة يتعذر عليه فيها أن يحكم لفترة ولاية سادسة. لكن التقارير الرسمية التي تسلط الضوء على مبادرات جمال في الحزب الحاكم وحملة من الملصقات الانتخابية المساندة له والتي ينفي الحزب أنه يرعاها، ساعدت على إذكاء هذه الأحاديث. وبرز جمال مبارك على الساحة العامة خلال الأعوام الأربعة الماضية رئيساً للجنة السياسات في الحزب الحاكم وقام بجولات في أنحاء البلاد لمقابلة المواطنين وكانت أجهزة الإعلام في الغالب حاضرة لتغطيتها. وقال جمال خلال المقابلة التلفزيونية إن «الغرض من هذه الزيارات هو الاستماع إلى الناس لتحديد الأولويات». وتضمن البرنامج التلفزيوني لقطات لجمال وهو يزور محافظة البحيرة مع عدد من الوزراء وتناولهم الإفطار مع بعض المواطنين. وتزايدت التكهنات بترشح جمال وسط مؤشرات متزايدة على مساندة الحزب الحاكم لابن الرئيس الذي حصل على تعليمه في الغرب. ورفعت أول من أمس لافتة في واحد من أزحم شوارع العاصمة تقول: «في جمال نثق». ودافع عن سجل الحكومة في حماية الفقراء في مصر من أسعار الغذاء المتقلبة وقال إن الحزب الحاكم سيستمر في مساندة نظام تحصل فيه نسبة كبيرة من السكان على السلع الاستهلاكية المدعومة. وتشعر الحكومة بحساسية شديدة تجاه رفع أسعار الغذاء، لا سيما الخبز. ويرحب عدد كبير من كبار رجال الأعمال بسعي جمال للترشح، فإليه تنسب إصلاحات السوق الحرة التي بدأت حين تولى المقربون منه مناصب حكومية العام 2004 وهو ما ساعد على تحفيز النمو الاقتصادي. لكن منتقدي هذه الإصلاحات يقولون إنها نجحت فقط في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر التي يعيش فيها نحو 80 مليوناً خمسهم يعيش على أقل من دولار واحد في اليوم بحسب تقديرات الأممالمتحدة. ويوم الأربعاء الماضي، قال مسؤولو الحزب الحاكم إن الحزب أيد ترشيح الرئيس مبارك لفترة رئاسة جديدة في الانتخابات الرئاسية إذا رغب في ذلك، لكن ابنه الأصغر يمكن أن يكون من المرشحين مستقبلاً.