لم يحدث أن أثيرت ضجة حول مستقبل لاعب من برشلونة، خلال المواسم القليلة الماضية، مثلما هي مثارة اليوم حول المهاجم السويدي زالاتان إبراهيموفيتش، إذ تبدو الأمور في غير مصلحته حتى لو أصر على البقاء في النادي الكتالوني. ولأن الموسم الأول مرّ عاصفاً ومتوتراً على النجم السابق للإنتر، فلذلك من الطبيعي أن يبدأ الآخرون بالاهتمام به، ويبدأ هو أيضاً التفكير في مستقبله في ظل المنافسة الشرسة التي يلقاها من نجوم البرشا وموالاة مدربهم غوارديولا لهم على حسابه. وقبل أيام على إقفال باب الانتقالات الصيفية تأتي الأخبار لتؤكد أن اللاعب، صاحب 29 سنة، بات على مشارف الرحيل من النادي الذي فشل في فرض نفسه فيه بعد موسم واحد فقط من انتقاله من الإنتر ميلان الإيطالي بصفقة قياسية بلغت 75 مليون يورو. ودخل ميلان على خط المنافسة على ضم «إبرا» وأعلن على لسان نائب الرئيس أدريانو غالياني أن «المفاوضات بشأن إبراهيموفيتش قد بدأت رسمياً. وسألتقي رئيس البرشا ساندرو روسل»، مضيفاً: «أدرك جيداً أن الأمر معقد على رغم أننا لم نتحدث بعد عن الجانب الاقتصادي للتحويل». قبل ذلك كان وكيل أعمال اللاعب مينو رايولا نفى بشدة الأخبار التي تحدثت عن احتمال عودة موكله للدوري الإيطالي، لافتاً إلى أن «غوارديولا لا يريد التفريط في «إبرا»، وانتقال موكلي لميلان يبدو أمراً مستحيلاً». وكان «إبرا» لعب لنادي الإنتر، الغريم التقليدي للميلان، من 2006 حتى 2009 إذ انتقل بعدها إلى برشلونة في صفقة بلغت 75 مليون يورو لكنه عانى خلالها من المنافسة الشرسة لنجوم البرشا الشباب، ومع قدوم النجم ديفيد فيا بات مستقبل النجم السويدي مع البطل الإسباني غامضاً، خصوصاً مع إصرار غوارديولا إشراك لاعبين آخرين بدلاً منه. وكانت مباراة الإياب لكأس السوبر الإسبانية شاهداً على بدء العهد الجديد لل «إبرا» إذ أُرغم على الجلوس على دكة الاحتياط وخاض النجم السابق لفالنسيا المباراة بشكل لافت. ومنذ انتقال فيا للبرشا لا تفتأ الأخبار عن الحديث عن تحويل محتمل للنجم السويدي إلى فريق أخر. وقالت تقارير في وقت سابق إن ريال مدريد عرض 35 مليون يورو لقاء الاستفادة من خدمات اللاعب مستغلاً العلاقة الجيدة التي تربط اللاعب بمدربه السابق جوزيه مورينيو المدرب الجديد للنادي الملكي. وقبلها أوردت تقارير أن نادي مانشستير سيتي الإنجليزي قدم عرضاً ولا «أغلى» لقاء التعاقد مع اللاعب صاحب المشكلات الكثيرة مع البرشا. وبلغ العرض 117 مليون يورو في سابقة هي الأولى في سوق الانتقالات العالمية. بيد أن اللاعب رفض جميع العروض وأصر على أنه «لاعب في البرشا وأريد أن أبقى فيه». وأضاف: «تحدثت مراراً مع غوارديولا وأكد لي أنني مهم بالنسبة إليه وعليّ الاستمرار في التدريبات بشكل جدي لأحظى بثقته». وبشأن الإشاعات التي تحدثت عن رحيله إلى نادٍ أوربي، استطرد إبراهيموفيتش «لم يكن لدي شك في الاستمرار مع البرشا لأنني، ببساطة، أريد البقاء معه». ويتلاقى موقف اللاعب مع موقف النادي الكتالوني ومدربه غوارديولا على رغم تأكيده على أنه «من مصلحة الجميع أن ألتزم الصمت حيال الموضوع»، قبل أن يضيف: «إنه هنا... إنه لاعب برشلونة».