تخلصت قنوات المجد من مؤسسها ورجلها الأول، ورئيس مجلس إدارتها السابق فهد بن عبدالرحمن الشميمري وذلك لقاء صفقة تقدر ب50 مليون ريال، وأعلن رئيس مجلس الإدارة الجديد حمد بن محمد الغماس أن الشميمري قدم المبلغ الذي تم التعاقد عليه مساعدة لقنوات المجد باعتباره قرضاً لسداد بعض ديونها. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أول من أمس السبت في قاعة المقصورة بشارع الملك عبدالله. وأضاف الغماس الذي بدا في غاية السعادة والانشراح بانتقال دفة القيادة إليه: إن حجم ما تم صرفه حتى الآن على قناة «المجد» منذ نحو عقد من الزمان يصل إلى 600 مليون ريال. واصفاً حفلة البيع الذي تم تدشينه باسم (بيع أكبر حصة ملكية في قنوات المجد) بأنه «توديع وتكليف»، لافتاً إلى أن الشميمري يبقى هو الرجل الأول لقناة «المجد»، «الذي قدم عزيز المال والجهد والوقت، غير أنه حان له أن ينتقل إلى موقع آخر بكامل اختياره، والذي لا يتوقع أنه سيتوقف عن حبه للمجد لأنه كالشاعر «مجنون ليلى» الذي قال: وأما عن هوى ليلى وحبي/ زيارتها فإني لا أتوب. وألقى رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه في الحرس الوطني الدكتور إبراهيم أبو عباة كلمة حميمة تطرق فيها إلى بعض تفاصيل الخلافات القديمة قائلاً: في فترة الخلافات التي جرت بين الغماس وبين الشميمري كان الخلق النبيل يسيطر على تصرفاتهما، ولم يحصل في إحدى المرات أن أساء أحد الطرفين أدبه مع الآخر. وبعد مراسم التوقيع قال الشميمري مخاطباً غريمه: الله يجعله مباركاً، المؤمن كالنخلة، وجعلكم الله مباركين». وكانت المفاجأة التي فجّرها الغماس عن «تقديم الشميمري نصيبه من الصفقة من أجل سداد ديون القناة» قد أشاعت في الجو جانباً من البهجة، في حضور عدد من رجال الإعلام الإسلامي ومنهم المستشار الشرعي لقناة «المجد» عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود صالح الحصين، ورئيس مركز أبواب للدراسات الإعلامية الدكتور مالك الأحمد، والدكتور فالح الصغير، وكذا الدكتور سلمان العودة الذي ألقى كلمة بالمناسبة أثنى فيها على الطرفين، واصفاً فيها الغماس بأنه صاحب التطلعات والتوقعات المستقبلية الناجحة، ومؤكداً أن انتقال القناة من الشميمري إليه «يشبه أن يكون معي شيء فأحوله من جيبي إلى الجيب الآخر»، وأكد العودة أهمية باقة قنوات «المجد» للمشاهد المسلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكشف عن اهتمامه الشديد بقناتي «القرآن الكريم» و«العلمية»، في إشارة منه إلى الرغبة في الإبقاء عليهما وتطويرهما قدر الإمكان. وكانت «الحياة» قد سبقت إلى خبر بيع الغماس لحصته من قنوات «المجد» إلى الغماس، وصرح والده محمد الغماس آنذاك بأن كل شيء سيتم تحديده بالشكل النهائي مساء السبت. وانشغل الإعلاميون والحضور وانتابهم القلق إزاء تأخر الشميمري نحو ساعة منذ اكتمال المدعوين الرسميين إلى المؤتمر، وتجاهل كل من الغماس والشميمري رغبة الصحافيين في توجيه الأسئلة، في الوقت الذي لا تزال فيه التساؤلات تحوم حول قدرة القناة على الوقوف على أقدامها في وجه العواصف الإدارية والمالية وتراكم ساعات الإعادات في قنواتها المتعددة، وهو ما يتوقع بيان ما سيؤول إليه خلال العام المقبل من الإدارة الجديدة. وتوقع إداريون وموظفون في «المجد» أن تحدث تغييرات إدارية عدة ستعصف بفئة سيطرت على الإدارة نحو عقد من الزمن خلال فترة إمساك الشميمري بزمام الأمور.