أكد مشاركون في فعاليات «اليوم العالمي للنقل البحري» أن أرامكو السعودية طورت منظومة النقل البحري من خلال الجزر الصناعية والموانئ، إلى قدرة استيعاب 500 ألف طن، وأن تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص محلياً ودولياً للاستثمار في صناعة الموانئ السعودية، من أهم المبادرات لتحقيق «رؤية المملكة 2030». جاء ذلك خلال الفعاليات التي رعاها أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمس، بعنوان «لا غنى عن النقل البحري في العالم»، الذي تنظمه وزارة النقل، في مقر غرفة الشرقية بالدمام. وذكر رئيس المؤسسة العامة للموانئ نبيل العامودي، أن «أكثر من 95 في المئة من الصادرات والواردات تتم من خلال موانئ المملكة»، مبيناً أن عدد الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية يبلغ 170 دولة، وأن المملكة منذ انضمامها للمنظمة كانت من أكثر الدول التزاماً بتطبيق ما يصدر عنها من اتفاقات ومعاهدات في مجال النقل البحري والموانئ. وقال: «للمملكة حضور مؤثر وفاعل في جميع فعاليات المنظمة واجتماعاتها ولجانها النوعية، كما أن التنسيق والتعاون بين المملكة والمنظمة قائم، ومنذ زمن بعيد، وتستعين المملكة بخبرات المنظمة البحرية في تدريب منسوبي قطاع النقل البحري بوزارة النقل والمؤسسة العامة للموانئ، للمساعدة في حسن تطبيق الاتفاقات التي تنضم إليها المملكة، وتعظيم الفائدة منها». ولفت إلى أنه في ظل النمو المتزايد في حركة التجارة الدولية، وسياسة فتح الأسواق، باتت الدول الأعضاء في المنظمة أشد حاجة إلى التعاون في ما بينها، وإلى مزيدٍ من التنسيق بينها وبين المنظمة، للخروج بأفضل التشريعات، التي تيسر حركة التجارة وتنظم العلاقات التجارية بين الدول. وتابع: «غاية الحكومات في جميع دول العالم وصول السلعة للمواطن والمستهلك بجودة عالية وبأسعار معقولة»، مشيراً إلى أنه مع هذا النمو في حجم التجارة الدولية، والاستثمارات الهائلة التي تضخها خطوط الملاحة العالمية لتطوير أساطيلها، ومثيلتها التي تستثمر في تطوير الطرق والموانئ البحرية الجافة لمواكبة هذا النمو، يجب ألا يتحمل المستهلك تبعات هذه التكاليف الاستثمارية. وقال: «هنا يأتي دورة المنظمة البحرية الدولية، التي تقوم بالتنسيق مع أطراف منظومة النقل البحري للبحث في آليات تقليل كلفة الشحن واستغلال أفضل للحمولات، واستخدام الموانئ للأساليب المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة لتسهيل الإجراءات وخفض النفقات التشغيلية». من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري إبراهيم العمر أن مشاركة «البحري» كشركة في مجال توفير الخدمات اللوجستية والنقل في رعاية هذا الحدث المهم، «تأتي تأكيداً على إيماننا بأهمية مثل هذه الفعاليات في تطوير صناعة النقل البحري في المملكة والعالم، وتعزيز أواصر التعاون بين الشركة وجميع الجهات ذات الصلة في هذا القطاع». وقال: «إن بحري تسعى إلى دعم توجهات المملكة للاستفادة من الاستثمارات الضخمة التي تم إنفاقها في إنشاء الموانئ والسكك الحديدية والطرق والمطارات، وذلك من خلال شراكات مع القطاع الخاص محلياً وعالمياً، بما يمكّن من استكمال البنى التحتية وتطويرها وربطها بمحيطنا الإقليمي». وتابع: «نحن على ثقة بقدرتنا على القيام بدورنا في الربط بين المراكز التجارية، لتصبح المملكة مركزاً رئيساً للتجارة العالمية، استناداً إلى مكانة البحري بوصفها شركة في مجال الخدمات اللوجستية والنقل البحري، بما تقدمه من خدمات متنوعة لعدد من العملاء داخل المملكة وخارجها». واستطرد: «تشمل خدماتنا نقل النفط الخام والمنتجات البترولية والكيماويات والبضائع السائبة والبضائع العامة»، لافتاً إلى التزام الشركة برؤية المملكة 2030، وأنها وقعت اتفاقي تطوير مشترك مع شركة «أرامكو» السعودية وشركة «لامبريل» و«هيونداي»، لإنشاء حوض بحري في رأس الخير، ضمن جهودها للإسهام في تعزيز الصناعة المحلية، وتطوير قطاع الخدمات، ودعم نمو الاقتصاد المتنوع، وزيادة فرص العمل. وبيّن أن شركة «البحري» هي الناقل الحصري للنفط المباع من شركة أرامكو السعودية وللعديد من القطاعات العامة والخاصة، إلى جانب دعمها المستمر للعديد من المشاريع العملاقة في المملكة، بما فيها مشاريع خط السكك الحديدية بين الشمال والجنوب، ومشروع مترو الرياض.