كابول، واشنطن – أ ف ب، رويترز - قتل شرطي أفغاني بالرصاص ثلاثة اسبان، هم حارسان مدنيان ومترجم، قبل أن يقتل بدوره خلال دورة تدريبية للشرطة في قاعدة قلعة نو الاسبانية بإقليم بادغيس (شمال شرق)، ما أغضب مئات من الأفغان الذين حاولوا اقتحام القاعدة. وأوضح وزير الداخلية الاسباني الفريد بيريث روبالكابا أن منفذ العملية متدرب في صفوف الشرطة، وأن أحد الحارسين القتيلين هو الكابتن خوسيه ماريا غاليرا كوردوبا والثاني الملازم ابراهام ليونسيو برافو بيكالو، أما المترجم فإيراني الأصل يحمل الجنسية الاسبانية. وأعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) أن «سبب اطلاق النار غير معلوم». لكن قائد الشرطة في بادغيس، عبد الرؤوف احمدي، كشف أن مشادة حصلت بين الاسبان والشرطي الأفغاني خلال عملية تدريب على الرماية، قبل أن يطلق الشرطي النار ويقتل الاسبان الثلاثة». ويؤكد الحادث الضغوط التي يواجهها الحلف لمحاولة تسريع تدريب القوات الأفغانية من أجل تسليمها مسؤولية الأمن بدءاً من تموز (يوليو) 2011، علماً أن الناطق باسم حركة «طالبان» قاري محمد يوسف أعلن أن الشرطي كان عضواً في الحركة، وإن أربعة جنود أجانب وتسعة شرطيين أفغان قتلوا. وتعلن «طالبان» غالباً مسؤوليتها عن حوادث قتل أفراد من القوات الأجنبية التي تريد خروجها من أفغانستان، وتبالغ في إعلان عدد القتلى والجرحى. وأثار الحادث احتجاجات غاضبة نفذها حوالى ألف متظاهر خارج القاعدة. وأفاد سكان بأن المحتجين أحرقوا جزءاً من القاعدة، وأن 18 متظاهراً على الأقل أصيبوا بعيارات نارية أطلقها جنود اسبان. وفي ولاية اروزجان (جنوب)، قتل جندي أسترالي في معارك عنيفة اندلعت مع مقاتلي «طالبان»، ما رفع الى عشرة عدد الجنود الأستراليين القتلى في هذا البلد منذ حزيران (يونيو) الماضي. على صعيد آخر، أعلن قائد القوات البحرية الأميركية الجنرال جيمس كونواي أن تحديد الرئيس الأميركي باراك أوباما موعد تموز 2011 لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان أعطى متمردي «طالبان» أملاً بإمكان الانتصار في الحرب، «لكن سيصابون بصدمة حين يدركون أن أي انسحاب لن يحصل قريباً للقوات الأميركية المنتشرة في معقل الحركة جنوبأفغانستان، وأن فصل الخريف سيأتي، ولا نزال نشن عمليات ضدهم كما كنا نفعل». وقال كونواي إن «استحقاق تموز 2011 يعطي عدونا قوة على الأرجح، ورصدنا اتصالات يقولون فيها انه يجب أن نصمد هذه الفترة». وستثير تصريحات كونواي بالتأكيد مجدداً الجدل حول استراتيجية الحرب التي أعلنها الرئيس أوباما واستحقاق تموز 2011، ما يعطي ذريعة للجمهوريين الذي ينتقدون بشدة هذا الموعد، ويعتبرون انه يشكل تراجعاً في التصميم في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، في وقت يدافع الديموقراطيون في الكونغرس عن الموعد باعتباره وسيلة لدفع القادة الأفغان الى التحرك بسرعة من أجل تولي المهمات الأمنية في البلاد. وأوضح انه أبلغ قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) بالاستعداد لمعركة طويلة، مبدياً اعتقاده بأن إجراء تغيير ميداني بين القوات الأميركية والأفغانية في جنوب البلاد سيستغرق بضع سنوات. وأقر بتراجع تأييد الرأي العام الأميركي للحرب في أفغانستان، لكنه حذر من أخطار انسحاب مبكر. وقال: «تتعب بلادنا أكثر وأكثر من الحرب، لكن يجب التحلي بالصبر»، مشيراً الى تقويم بعض القادة العسكريين الذين قالوا: «يمكن أن نخسر بسرعة أو ننتصر ببطء». ودعا الإدارة الى شرح المهمة للأميركيين في شكل أفضل، وأهمية منع تنظيم «القاعدة» من تعزيز صفوفها مجدداً، معلناً أن جهود كابول لتشجيع المصالحة مع المتمردين قد تحدث تغييراً في مسار النزاع. وجاءت تصريحات كونواي غداة إعلان الجنرال الأميركي بيل كالدويل الذي يتولى تدريب القوات الأفغانية انه يجب عدم توقع حدوث انتقال كبير لمهمات الأمن الى القوات الأفغانية قبل سنة على الأقل. وأكد البيت الأبيض أول من أمس، أن الرئيس أوباما لا يزال يعتزم إجراء مراجعة للحرب في أفغانستان في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ورسم الاستراتيجية للسنة المقبلة.