استفاق امس سكان الأحياء البيروتية التي انتشر فيها مسلحون من «حزب الله» وجمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) منذ ما قبل غروب اول من امس، وحتى ما بعد منتصف الليل، على حجم الكارثة التي اصابت الممتلكات ولم توفر مساجد كانت في قلب «المعركة»، بعدما اوقعت 3 قتلى وعدداً من الجرحى. الهدوء الحذر سمة احياء برج ابي حيدر والنويري والبسطة الفوقا والتحتا، التي انتشر فيها جنود الجيش اللبناني وتمركزوا مع ملالاتهم عند اكثر من تقاطع. وعاشت هذه الأحياء ساعات رعب نتيجة اشتباكات استخدم فيها مئات المسلحين الأسلحة الخفيفة والرشاشة والصاروخية اتت نيرانها على مسجد البسطة الفوقا المجاور لمخفر قوى الأمن وعلى تجمع للدراجات النارية وسيارات متوقفة قبالة سوبر ماركت «الديوان» في النويري وتعود ملكيته للأحباش، حيث جرى اخلاء 27 شخصاً كانوا بداخله وبينهم جرحى، وعلى مبنى بالقرب من مسجد برج ابي حيدر احترق بالكامل، وخرق الرصاص بيوتاً ومحال كثيرة. وفيما لم تتضح اسباب ما حصل فعلاً امام مسجد برج ابي حيدر قبل موعد الإفطار بربع ساعة، وتطور الى معارك واقتحامات وإقامة حواجز وخطف من المنازل، خصوصاً ان الطرفين المتورطين بالاشتباك التزما الصمت، فإن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه اعتبرت في بيان ان «اشكالاً امنياً حصل إثر خلاف فردي في محلة برج أبي حيدر استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفر عن وقوع 3 ضحايا وعدد من الجرحى من سكان المحلة، وتدخلت قوة الجيش على الفور لوقف العنف، واستقدمت وحدات اضافية لضبط الوضع، وأجريت الاتصالات اللازمة بالأفرقاء المعنيين الذين اجمعوا على الطابع الفردي للإشكال، وعلى ضرورة التحقيق في أسبابه». وأوضحت المديرية ان «وحدات الجيش تمكنت في ساعة متأخرة من ليل (اول من) أمس من إعادة الهدوء الى المنطقة، وأبقت على تمركزها فيها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لجلاء الملابسات وملاحقة المتسببين والمشاركين في الحادث وتوقيفهم».وأكدت قيادة الجيش انه «انطلاقاً من ايمانها بحرص جميع القوى على الحفاظ على السلم الأهلي، وعلى تفويت الفرصة على المخلين بالأمن والعابثين باستقرار السكان الآمنيين، تؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة المتورطين، وردع كل من تسول له نفسه ترويع الأحياء السكنية، والاعتداء على الناس وتهديد أمنهم واستقرارهم، وتدعو في الوقت نفسه الى عدم الانجرار وراء محاولات التحريض وإثارة الفتنة بين ابناء المجتمع الواحد، والتحلي بالمسؤولية الوطنية». وترافقت الإجراءات الأمنية مع تحقيقات باشرت الأجهزة الأمنية المختصة اجراءها بإشراف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وذكر انه جرى الاستماع الى شهود وإجراء مسح للأضرار. وشيعت محلة برج ابي حيدر عصر امس الفتى احمد عميرات الى مدافن الشهداء، وهو نجل مختار زقاق البلاط جمال عميرات وعمه رئيس حزب «الولاء الوطني»، وتردد انه قتل اثناء عبوره الشارع حين بدأت الاشتباكات في المحلة. وشيع «حزب الله» القتيل علي محمد جواد الى كفرفيلا في الجنوب، وهو كان يرافق المسؤول الأمني ل «حزب الله» في برج ابي حيدر والبسطة محمد فواز الذي قتل ايضاً ومن المقرر تشييعه اليوم. ونقل الى مستشفى المقاصد ثلاثة جرحى احدهم اطلق عليه النار قرب مسجد برج ابي حيدر، بحسب قوله، وهم: خالد المصري وهشام الداعوق وعبد الحفيظ علي حسن. وترافق الاشتباك مع اشاعات، ما اضطر حركة «امل» الى نفي اي علاقة لها بالحادث، خصوصاً أن وفداً منها كان مدعواً الى افطار اقامته جمعية «المشاريع» في مركزها في برج ابي حيدر لحظة اندلاع الاشتباكات، بعدما كانت اقامت مأدبة مماثلة لقيادة «حزب الله» قبل يومين.