تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأممالمتحدة اليوم (الجمعة) تخليص اليمن من «مخالب» إيران، متهماً طهران بعرقلة السلام والتدخل في شؤون بلاده. ويقاتل تحالف تقوده السعودية المتمردين «الحوثيين» في اليمن منذ آذار (مارس) 2015 في محاولة لإعادة حكومة هادي المدعومة دوليا إلى السلطة. وأوضح الرئيس اليمني خلال كلمته في أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه بعد ثلاثة أيام يحتفل اليمن بذكرى ثورة 26 أيلول (سبتمبر) التي أعلنت النظام الجمهوري الديموقراطي، مؤكداً أن «مشوار التضحيات الذي بدأه اليمنيون ضد التخلف والإمامة، يكتمل اليوم بتضحيات الأبطال الجدد المدافعين عن الثورة والجمهورية». وأضاف: «نتذكر بفخر واعتزاز أمجاد اليمن ونضالات أبطالها، ونؤكد لأبناء شعبنا اننا مع السواد الأعظم من اليمنيين حتى النصر وهزيمة جحافل الإمامة وموروثات الحكم البائد بنسخته الجديدة التي يتصدرها تحالف الغدر بين الحوثي وصالح، وسعيهم إلى إقامة نظام ثيوقراطي عنصري على غرار ولاية الفقيه». وقال هادي: «نؤكد لأبناء شعبنا أن النصر أصبح أقرب من كل وقت مضى. أقول لكم بكل ثقة أنه لن تذهب تضحياتكم سدى ولن تتبخر أحلامكم، سننتصر لا محالة، وسنحقق مشروعنا، وسننتزع اليمن من مخالب إيران، وسنرفع العلم اليمني على كل شبر من تراب وطننا الغالي، وسنؤسس للدولة الاتحادية العادلة». وأكد ان «السلام الذي ننشده لا يمكن أن يقبل بسيطرة الميليشيات والعصابات الطائفية على مقدرات الدولة والسلاح الثقيل والمتوسط والصواريخ التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والجزيرة والخليج». وأضاف هادي ان «مساعينا للسلام لا يمكن أن تتجاوز أبداً تضحيات شعبنا الغالية وأهدافه النبيلة، ولا يمكن لأي حلول سلمية أن تتجاوز إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه أولاً من خلال انسحاب الميليشيات المسلحة وتسليم السلاح والمؤسسات، ثم استكمال مسار الانتقال السياسي بإقرار مسودة الدستور الجديد والذهاب لانتخابات شاملة». وأشار إلى أنه «في العام الماضي نقلت لكم بشائر عودة الشرعية إلى اليمن بعد وصولي من عدن، عاصمة اليمن الموقتة الى نيويورك، بعد أشهر من الانقلاب على مؤسسات الدولة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الذين ادخلوا اليمن في حرب عبثية ودمروا نسيجها الاجتماعي ومقدراتها الاقتصادية والمالية والبنية التحتية». وتابع: «واليوم أخاطبكم وقيادات الدولة في الداخل، تدير البلاد من داخلها على رغم كل الصعوبات، وبات هذا المشروع التدميري الذي تقوده إيران عبر مرتزقتها في اليمن في مهب الريح وتدفع اليوم القوى الانقلابية احقاد الانتقام من شعبنا والدفع بالاطفال والنساء الى جبهات الموت من دون وازع من ضمير ولا إنسانية». وأشار الرئيس اليمني إلى أن «المعارك التي تدور رحاها اليوم، ليست خيارنا، إذ فرضها التحالف الانقلابي لميليشيات الحوثي وصالح عندما انقلبوا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ورفضوا الاجماع الوطني واسقطوا العاصمة والمحافظات». وزارد أنه وفي الوقت الذي كان الجميع يمد لهم يد السلام والشراكة الوطنية، كانوا يطلقون الرصاص على الجميع ويحاصرون المدن ويقتلون الأبرياء للإبقاء على مصالحهم في السلطة والثروة والاستحواذ على مقدرات البلد ونهب خيراته». وقال هادي: «نؤكد للجميع أننا لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد من الساحة اليمنية ونمد يدنا للجميع لبناء يمن جديد»، موضحاً أنه على «رغم ما أحدثه المشروع الانقلابي من أضرار بالغة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فإننا لا زلنا ننظر اليهم كفئة يمنية باغية لا بد من عودتها إلى الصواب ولا نصادر حقها في المستقبل، وقد دعوناهم لاثبات ولائهم لوطنهم أكثر من مرة بنزع أيديهم من يد الدول التي لم تقدم لليمن سوى الخراب والبارود ووقود الحروب». وشدد على أنه «سنقول للعالم وبكل وضوح إن التطرف والارهاب الطائفي الذي ترعاه ايران في المنطقة صنع وسيصنع تطرفاً مقابلاً له، فالإرهاب يتغذى على الارهاب النقيض له، والارهاب والتوحش الذي ابداه الانقلابيون تجاه الشعب اليمني يغذي بذور الارهاب وينعشه». وأضاف هادي: «إننا نعاني جميعاً من الإرهاب، وأنا هنا باسم اليمنيين جميعاً أعلن التزامنا الكامل في مكافحة الارهاب من دون تراخي، ولكني أؤكد لكم أن الارهاب في اليمن لا يمكن القضاء عليه من دون القضاء على أسبابه، وأهم هذه الأسباب هو التطرف والارهاب النقيض الذي يرعاه الحوثي وصالح». وأكد أن «الأعمال الاجرامية التي تقوم بها الميليشيات (الحوثية) من قتل ممنهج للمدنيين والأطفال وكبار السن، وخصوصاً في محافظة تعز، وأعمال الاختطافات والإخفاء القسري وحصار المدن وإلغاء الحريات العامة والحرب العبثية على الشعب، هي أعمال إرهابية لا فرق بينها وبين أعمال (تنظيم الدول الإسلامية) داعش و(تنظيم) القاعدة وغيرها من الجماعات الارهابية». وأشار الرئيس اليمني إلى أن «سياسة الأمر الواقع والتعامل مع المتطرفين تعتبر سابقة خطيرة في المجتمع الدولي تشرعن لجماعات الانقلاب والعنف والأرهاب وتفرض وجودها على الشعوب بقوة السلاح». وتطرق الرئيس اليمني إلى الأوضاع الإنسانية في اليمن قائلاً، انه «على رغم إعلان الاممالمتحدة في كل عام عن خطة الاستجابة الانسانية في اليمن، الا ان ما يتم تقديمة لا يغطي الا الجزء اليسير من الاحتياج الفعلي المتزايد بسبب الاوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني»، موجهاً الشكر لمركز الملك سلمان للإغاثة ومراكز الإغاثة الخليجية على مجهداتها على الصعيد الإنساني في اليمن. وقال: «أجدد الشكر والعرفان لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولحكومة وشعب السعودية، ولرئيس وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وكل اهلنا في مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي من اجل استعادة الشرعية في اليمن».