طهران – أ ب، أ ف ب – حذرت إيران أمس، خلال إعلانها تدشين خط إنتاج زورقين هجوميين يمكن استخدامهما في ضرب سفن في مياه الخليج، «أعداءها» من «اللعب بالنار»، مهددة بردّ «غير متوقّع» على أي اعتداء يستهدفها. واعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي ان «مسار حركة جبهة أعداء الشعب الإيراني في طريقه الى الأفول، فيما مسار حركة ايران في طريقه الى الشموخ». وقال خلال لقائه طلاباً جامعيين وممثلي الاتحادات الطالبية في الجامعات، ان «حضور الطلاب الجامعيين في الأوساط الشعبية والطالبية في الدول الاخرى، من اجل تصدير أفكار الثورة الاسلامية ورسالتها، مفيد في صورة عامة». وحضّ المغتربين الايرانيين على العودة الى بلادهم، معتبراً ان «بعض الوعود» التي أُعطيت إليهم في الخارج «ملوّثة بدوافع مناهضة لايران». وأفادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن زورق «سراج-1» صُمّم للمناخات الإستوائية، وهو زورق سريع هجومي سيُستخدم في بحر قزوين والخليج وبحر عمان، مؤكدة قدرته على إطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات في بحر هائج. وأضافت «إرنا» أن زورق «ذو الفقار» هو «جيل جديد من الزوارق السريعة القاذفة للصواريخ التي يمكن استخدامها للقيام بدوريات او عمليات هجومية»، مشيرة الى أنه «زورق مصمم للهجمات السريعة على سفن، ومجهز بقاذفتي صواريخ ورشاشين ونظام معلوماتي للتحكم بالصواريخ». وقال وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي ان الزورقين «يتميزان بسرعة وقدرة فائقتين على المناورة وقدرة تدميرية عالية»، مشيراً الى تزويد «ذو الفقار بصواريخ نصر1 ذات القدرة التدميرية العالية والقادرة على تدمير سفن يزيد وزنها على 3 آلاف طن». وشدد على «قدرة ايران على توفير الأمن في الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز»، داعياً «الأعداء الى ضبط سلوكهم ومغامراتهم وألا يلعبوا بالنار، إذ ان رد ايران على أي حماقة سيكون شديداً وواسع النطاق وغير متوقع». وحذر وحيدي «قوى أجنبية من عسكرة بحر قزوين». ويأتي الإعلان عن تدشين خطي إنتاج هذين الزورقين، بعد كشف الرئيس محمود احمدي نجاد الأحد عن أول «قاذفة» ايرانية من دون طيار أُطلق عليها اسم «كرار»، كما أعلنت طهران الأسبوع الماضي انها اختبرت بنجاح صاروخ أرض - أرض من طراز «قيام-1» يصل مداه الى 1500 كلم. في الوقت ذاته، أكد قائد البحرية في «الحرس الثوري» الجنرال علي فدوي أن «فرقاطات الحرس تتبوأ المرتبة الأولى في العالم، من ناحية سرعتها ومكانتها». وقال إن «الزوارق السريعة الايرانية التي تطلق صواريخ، لا مثيل لها في العالم، لذلك نؤكد بلوغنا مرتبة لا نظير لها». الى ذلك، توقّع نجاد «ألا تسمح الدول العربية في الخليج باستخدام القواعد الأميركية على أراضيها، لشن هجوم على ايران»، معتبراً ان هذه الدول «أذكى» من أن تسمح بذلك. وقال لقناة «الجزيرة» ان «لا مصلحة للولايات المتحدة في مواجهة عسكرية» مع ايران، مضيفاً: «صداقة ايران أفضل كثيراً من استعدائها». وزاد: «أستبعد إمكان حصول اعتداء اسرائيلي، لأن اسرائيل أضعف من أن تخوض مواجهة عسكرية مع ايران، ولا تملك الشجاعة للقيام بذلك وأعتقد بأن تهديداتها ليست جدية». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي، فجدد مطالبته بإشراك تركيا والبرازيل في مفاوضات تبادل الوقود النووي بين ايران ومجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا). وقال: «نظراًً الى أن إعلان طهران قُدّم الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر مندوبي ايران وتركيا والبرازيل، من الطبيعي مشاركة هذه الدول في المفاوضات». وكان بروجردي قال قبل نحو 10 أيام، رداً على سؤال حول اقتراح طهران مشاركة أنقرة وبرازيليا في المفاوضات: «لا نرى ضرورة لمشاركة دول أخرى في هذه المفاوضات. إيران قادرة على التعامل وحدها مع الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا). في غضون ذلك، أعلن محمود جعفري منفّذ مشروع مفاعل «بوشهر»، ان إنجاز مراحل نقل الوقود الى المفاعل سينتهي منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، مشيراً الى ان الرئيسين الايراني محمود أحمدي نجاد والروسي ديمتري ميدفيديف سيشاركان في «الاحتفال النووي الرئيس لمناسبة تدشينه، وتلقينا اقتراحات في شأن حضور بعض رؤساء الدول المجاورة».