كولومبو – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا أمس، «هزيمة» المتمردين التاميل في معقلهم الأخير شمال شرقي الجزيرة، بعد سيطرة القوات الحكومية على الشريط الساحلي للمرة الأولى منذ ربع قرن، فيما حذر التاميل من أن نصراً تقليدياً تحققه كولومبو، لن يعني انتهاء الصراع بل بدء مرحلة جديدة منه. وقال راجاباكسا أمام قادة 11 بلداً نامياً في الأردن: «أنا فخور بإعلان ان حكومتي، بفضل الالتزام الكامل لقواتنا المسلحة، ألحقت هزيمة عسكرية بجبهة نمور تحرير ايلام تاميل في عملية إنسانية تعتبر سابقة». لكن مسؤولاً في الرئاسة السريلانكية، شدد على أن تصريحات راجاباكسا ليست إعلان نصر رسمي. وفي وقت سابق، نقلت الإذاعة السريلانكية عن راجاباكسا قوله أمس أمام «مجموعة ال11»، انه سيعود اليوم الى بلاده بصفته «زعيم أمة سحق الإرهاب». وكانت وزارة الدفاع السريلانكية أكدت ان الحرب ستنتهي «قريباً جداً»، معتبرة ان المتمردين على وشك فقدان السيطرة على شريط ساحلي مساحته 4 كيلومترات مربعة شمال شرقي الجزيرة، ويستعدون ل «انتحار جماعي». جاء ذلك بعد إعلان مصدر عسكري بارز ان فرقتين من الجيش استعادتا الشريط الساحلي، للمرة الأولى منذ ربع قرن. وقال ان «النمور» ما زالوا يسيطرون على نحو كيلومتر مربع واحد، لكنهم حُرموا من أي منفذ على البحر. وسيطر المتمردون عام 2007 على 15 ألف كيلومتر مربع شمال شرقي سريلانكا، كانوا يريدون إقامة دولة مستقلة للتاميل عليها. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال اودايا ناناياكارا: «أطبقنا على الساحل ولم يعد هناك نشاط لنمور البحر»، الجناح البحري للمتمردين. وأضاف أن حوالى 12 ألف مدني فروا من منطقة المعارك أمس، ما يرفع عدد الفارين منذ الخميس الماضي إلى 25 ألفاً، من حوالى 50 ألفاً حوصروا في منطقة القتال. ورجّح ناناياكارا ان يكون مؤسس «النمور» وقائدهم فيلوبيلاي برابهاكاران والقادة العسكريون الآخرون للتاميل، في الأراضي التي ما زال المتمردون يسيطرون عليها. لكن وزير الخارجية روهيثا بوغولاغاما أشار الى تقارير تفيد بأن عائلات قادة المتمردين بدأت تفر من منطقة القتال. وقال ناناياكارا إن البحرية السريلانكية اعترضت قارباً واعتقلت زوجة قائد الجناح البحري وابنيه، كانوا بين 11 شخصاً في القارب. وعلى رغم خطاب الانتصار للحكومة، نقل موقع إلكتروني موالٍ للتاميل عن المسؤول الديبلوماسي للمتمردين أس باثماناثان ان «مقاربة كولومبو لإنهاء الحرب خلال 48 ساعة عبر مجزرة وحمام دم للمدنيين، لن تحل نزاعاً دائراً منذ عقود، بل ستؤدي إلى تصعيد الأزمة إلى ذرى لا يمكن التكهن بها». في لندن، حذر رئيس الوزراء غوردون براون كولومبو من «تداعيات» ما تفعله «للقضاء على المتمردين، وسيدعو بيان يناقشه غداً وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى «وقف المعركة فوراً». وبدأ برابهاكاران مطلع سبعينات القرن العشرين، القتال من أجل إقامة دولة للتاميل، قبل تحول المعارك الى حرب أهلية شاملة عام 1983 أسفرت عن مقتل 70 ألف شخص. وتشكو أقلية التاميل تهميشاً من حكومات متعاقبة تقودها الغالبية السنهالية، وتسيطر على السلطة منذ حصول سريلانكا على الاستقلال من بريطانيا عام 1948.