بدأت الجهات الرسمية السعودية جدياً في تنفيذ القرار الملكي الصادر أخيراً ب«قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء». وفي إشارة واضحة على عدم وجود أي «استثناءات» أوقفت إذاعة القرآن الكريم برنامج «فتاوى على الهواء» اليومي الذي يعتبر منبر الفتوى الأهم بالنسبة إلى الشيخ عبدالمحسن العبيكان، المستشار في الديوان الملكي السعودي. وعلمت «الحياة» أن الجهات الرسمية اتخذت إجراءات «صارمة» و«جادة» بخصوص «ملاحقة» و«محاسبة» أي شيخ سعودي يفتي على الفضائيات أو التلفزيون السعودي أو الإذاعة أو الإنترنت. وخوّل القرار الملكي الصادر في ثاني أيام رمضان المفتي العام في السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالرفع بمن يراه يملك الأهلية للفتوى، لاستثنائه من قرار المنع بشكل رسمي. ويأتي قرار قصر الفتاوى بعد أن ارتفعت وتيرة الفتاوى في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في ما عرف لاحقاُ ب«فوضى الفتاوى»، إذ انتشرت برامج تتخصص في الفتاوى، وخروج بعض «مفتي الفضائيات» بفتاوى «مثيرة للجدل»، وهو ما أدى إلى تضليل العامة، وفتح باب الغلو والتساهل في آن. وكان العبيكان اشتهر بفتواه الشهيرة حول «إرضاع الكبير» التي أثارت صخباً وجدلاً واسعين، وتعرض بسببها لانتقادات لاذعة من العلماء والعامة على حد سواء. وكشف مصدر في إذاعة القرآن الكريم لوكالة «د.ب.أ» الألمانية أن قرار الإيقاف شمل أيضاً عضو هيئة كبار العلماء السابق الشيخ عبدالله الركبان، مشيراً إلى أن محاولات تجرى للترخيص للشيخين العبيكان والركبان بتولي أمر الفتوى في الجهات الإعلامية الرسمية، خصوصاً في إذاعة القرآن الكريم. ومن أبرز مهام هيئة كبار العلماء توليها الفتوى الرسمية، وإبداء الرأي في ما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه.