راوحت اسعار الخام في الأسواق الدولية على مدى 12 شهراً بين 70 و80 دولاراً وسط اشارات من الولاياتالمتحدة، اكبر سوق مستهلك للطاقة في العالم، إلى ان الأسعار ستبقى عند هذا المستوى المتذبذب حتى يستعيد الاقتصاد الأميركي زخمه ويخرج من الركود الأمر الذي قال عنه الرئيس باراك اوباما «انه بعيد... وقد يستغرق وقتاً حتى يمكن اعادة اكثر من ثمانية ملايين شخص الى سوق العمل». ونقلت «بلومبيرغ» عن وسطاء الطاقة قولهم «ان سعر البرميل لن يزيد على مستوى 85 دولاراً للبرميل سوى في شتاء 2012». وكانت اسعار الخام تراجعت امس الى ادنى مستوى في شهر، الى ما دون 75 دولاراً للبرميل، بعد تقرير من معهد النفط الأميركي أظهر ارتفاعاً كبيراً في المخزون الأميركي. وأكد التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة بيانات معهد البترول وارتفعت مخزونات الخام والمنتجات المكررة مجتمعة لتسجل مستوى قياسياً عالياً. وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 1.32 في المئة الى 74.77 دولار للبرميل ظهراً بتوقيت لندن بعدما سجل 74.69 دولار في وقت سابق من الجلسة وهو أدنى مستوى منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي. وكان معهد البترول الأميركي قال ليل الثلثاء ان مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة ارتفعت بنحو 5.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات محللين بانخفاضها مليون برميل. وأضاف ان مخزونات البنزين ارتفعت اكثر من مليوني برميل في صعود غير موسمي للأسبوع السابع على التوالي. كما ارتفعت مخزونات المشتقات الوسيطة ومن بينها الديزل وزيت التدفئة للأسبوع الحادي عشر على التوالي. وقال ستيفان غرابر محلل السلع الأولية لدى «كريدي سويس» في سنغافورة «يبدو أن سوق المنتجات النفطية تشهد وفرة في الإمدادات في شكل مريح للغاية وأن أوضاع الطلب لا تزال باهتة». ولاحظت نشرة «انيرجي نيوز» في رسالة الى الزبائن «ان اسعار الخام لا يمكن ان تعاود الارتفاع الا في حال انتعاش اقتصادي او انقطاع الإمدادات او عرقلتها، وإذا استمر حظر الحفر في الحقول البحرية مقابل سواحل الولاياتالمتحدة يمكن للخام ان يُحقق بعض المكاسب». وقال مات ويمن كبير استراتيجيي «لاسال فيوتشرز» ان «عقود النفط ترتكز حالياً إلى احصاءات اقتصادية فقط ولا اسباب جوهرية يمكن ان تعيدها الى مسيرة الارتفاع قريباً». وأشار جين مكميلان من «تراديشن انيرجي» في اتصال مع «داو جونز» الى انه «ما بقيت البطالة الأميركية على حالها ستبقى اسعار النفط منخفضة». ولاحظت «بلومبيرغ» ان الأسعار قد تتحسن اذا مدد الرئيس اوباما حظر الحفر في الحقول البحرية، الذي كان فرضه بعد كارثة خليج المكسيك ما يعني استمرار خسارة 4 في المئة، او نحو 300 الف برميل يومياً، من الإنتاج وزيادة الطلب على الخام المستورد من الأسواق الدولية. وانعكست الصورة السوداوية للاقتصاد الأميركي على اسواق الأسهم في العالم وفتحت البورصات الأميركية على انخفاض ما زاد في خسائر البورصات الأوروبية. وخسر مؤشر «تداول» للأسهم السعودية 0.7 في المئة مسجلاً 6121.06 نقطة، هو الأدنى منذ اربعة اسابيع، وسجلت الخسارة الكبيرة في سهم «سابك» الذي تراجع بنسبة 1.7 في المئة. وانخفض مؤشر الأسهم في سوق دبي 0.4 في المئة وقال مروان شراب مدير الاستثمار المساعد في «غلف مينا انفستمنت» ان التداول عادة ما يكون متواضعاً في رمضان لكنه السنة الجارية يتزامن مع انعدام الاهتمام بسوق الأسهم نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية».