اقترح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الأربعاء إحياء المشاريع الاقتصادية الثنائية مع أفغانستانوباكستان وطاجيكستان التي أطلقت في الحقبة السوفياتية. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن ميدفيديف قوله خلال القمة الرباعية مع نظرائه الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري والطاجيكي إمام علي رحمان، في مدينة سوتشي الروسية إن "حل عدد من المسائل الاجتماعية يعتمد على مدى قدرتنا على تحريك هذه المشاريع الاقتصادية". ولفت إلى أن هذه المشاريع الاقتصادية التي أهملت منذ فترة الاتحاد السوفياتي السابق، تعطي دفعة ديناميكية إضافية للتطوير الاقتصادي ولحل سلسلة كاملة من المهام الملحة. وأوضح الرئيس الروسي أن الحديث يدور كذلك عن تطوير العلاقات في مجال الطاقة والتنمية الاجتماعية. بدوره، دعا رحمان إلى التوقيع على اتفاقية متعددة الجوانب حول مكافحة "الإرهاب". وقال رحمان أثناء القمة الرباعية "قد يتيح التوقيع على اتفاقية متعددة الجوانب حول مكافحة الإرهاب تحقيق نقلة نوعية"، وأضاف أنه يجب "الوقوف صفا واحدا" لوضع حد للأعمال "الإرهابية". واعتبر أن الفقر والبطالة هما من أسباب "الإرهاب". وكان الرئيس الروسي أعرب اليوم عن أمله في تطوير التعاون الاقتصادي مع باكستان، وعن تعازيه بضحايا الفيضانات التي اجتاحت شمال البلاد. ونقلت "نوفوستي" عنه قوله خلال لقائه مع نظيره الباكستاني على هامش القمة الرباعية "نحن نرغب باستمرار التعاون في محاربة الإرهاب، وتجارة المخدرات والجرائم الدولية، ولهذا كل ما ناقشناه من قبل يمكن أن يستمر، ورغم ان بيننا حوار سياسي جيد إلا انه من المهم تطوير العلاقات الاقتصادية". وأشار إلى حدوث تقدم في التعاون الاقتصادي الثنائي بين باكستانوروسيا، مضيفاً "ناقشنا في المرة الأخيرة أفق التعاون وآمل أن نتمكن من الاستمرار في مناقشة المسألة الآن في مجال التعاون الاقتصادي الثنائي والتعاون رباعي الأطراف في عدد من المشاريع". وأعرب ميدفيديف عن تعازيه بضحايا الفيضانات التي اجتاحت شمال باكستان الذين قدر عددهم بأكثر من 1600 قتيل، بالإضافة إلى حوالي 20 مليوناً تأثروا بالكارثة. وأكد ان ما حصل "هو كارثة كبيرة تسبب بالكثير من الوفيات ولسوء الحظ تسببت بأضرار فادحة ونحن ننعي معكم ونبدي استعداداً لتقديم المساعدة للشعب الباكستاني". من جهته، دعا الرئيس الباكستاني نظيره الروسي إلى زيارة باكستان. وكان ميدفيديف التقى في وقت سابق أيضا على هامش القمة نظيره الأفغاني، مبدياً استعداد بلاده لتقديم المساعدة والمساندة للحكومة الأفغانية في محاربة "الإرهاب" وإعادة السلام إلى أفغانستان. وقال ميدفيديف ان "روسيا تساند، من دون شك، جهود السلطة الأفغانية في محاربة الإرهاب وهي جاهزة لتقديم المساعدة الممكنة في هذا الاتجاه". وبدوره، أعرب كرزاي عن أمله في قيام الرئيس الروسي بزيارة إلى أفغانستان في أسرع وقت ممكن عندما تتاح له الفرصة، لافتاً إلى أن هذه الزيارة ستوطد العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. ويعتبر هذا اللقاء الرباعي الثاني من نوعه حيث عقد اللقاء الأول الذي جمع الرؤساء الأربعة في دوشنبه في 30 تموز'يوليو عام 2009.