لندن - أ ب - طلب عدد من أهالي ضحايا تفجير لوكربي إيضاحات من الحكومة الاسكتلندية لخلفيات قرار إطلاق المدان الوحيد في الاعتداء الليبي عبدالباسط المقرحي من محبسه العام الماضي «لأسباب إنسانية»، بعدما تراجع استشاري السرطان البريطاني كارول سيكورا عن تشخيصه الذي خلص إلى أن المقرحي لن يعيش سوى ثلاثة شهور. وكانت صحيفة «ذي اوبزرفر» البريطانية نقلت أول من أمس عن سيكورا، وهو أيضاً عميد كلية الطب في جامعة باكنغهام، قوله: «إذا عادت عقارب الساعة إلى الوراء، لكنت أكثر حذراً وحاولت التركيز على (تقديم) رأي تقديري، لا حقائق صلبة». وأضاف: «في الطب، لا يجب استبعاد أي احتمال لأن أشياء عجيبة تحدث. وكل ما يمكن فعله هو إعطاء رأي إحصائي». واختارت الحكومة الليبية سيكورا ضمن لجنة طبية قومت الوضع الصحي للمقرحي وضمت ثلاثة استشاريين آخرين، لكن اسكتلندا تنفي أن يكون تقويم اللجنة وراء قرار الإفراج عن ضابط الاستخبارات الليبي السابق المدان الوحيد في تفجير طائرة ركاب أميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988 أودى بحياة 259 شخصاً، معظمهم أميركيون. غير أن هذا النفي لم يقنع غالبية عائلات الضحايا التي ترى أن تقويم هذه اللجنة كان أساسياً في قرار الإفراج. وقال رئيس رابطة عائلات الضحايا فرانك دوغان: «من الواضح أن الأمر كله تشوبه عيوب». وأضاف أن وزير العدل الاسكتلندي كيني ماكاسكيل رفض طلباً أميركياً بتعيين لجنة طبية مستقلة لفحص المقرحي، كما رفض طلبات العائلات لنشر تقويم الاستشاريين الذي اعتمد عليه قرار الإفراج كاملاً. ورأى أن «على الحكومتين الاسكتلندية والبريطانية أن تشعرا بالخجل... وظهور هذه الشكوك ليس مفاجأة». وأشار إلى أن السلطات الاسكتلندية تبرر رفضها الإفراج عن التقرير كاملاً حفاظاً على خصوصية المريض. وكان تقرير نشرته الحكومة الاسكتلندية قال إن رئيس الخدمات الطبية في السجون الاسكتلندية اندرو فريزر استشار أربعة اختصاصيين قبل إطلاق المقرحي. واعتبر أن فترة الشهور الثلاثة «معقولة»، لكنه أقر بأن أياً ممن تمت استشارتهم لم يستبعد أن يعيش المقرحي لفترة أطول. واعتبر سيكورا أنه لا يتحمل المسؤولية عن الإفراج عن المقرحي. وقال: «لم يسألني أحد: هل ينبغي أن نفرج عنه؟ كل ما قيل لي كان هو: متى تعتقد أنه سيموت؟». لكن سوزان كوهين التي فقدت ابنتها في الاعتداء اعتبرت تعليقات سيكورا «آخر إهانة لأقارب الضحايا». وقالت: «هذه ركلة أخرى في وجوهنا... الموضوع كله كان متعلقاً بالمصالح التجارية والمال وتحقيق الأرباح»، في إشارة إلى الاتهامات لعملاق النفط «بي بي» بالضغط على الحكومة الاسكتلندية لإطلاق المقرحي لتسهيل صفقة تنقيب مع ليبيا، وهو ما ينفيه الطرفان. لكن سيكورا يؤكد أنه ما زال يعتقد بأن المقرحي سيموت قريباً متأثراً بالسرطان. وأضاف: «ربما يحدث ذلك في الأسابيع المقبلة. والحقيقة أنني سأكون سعيداً إلى حد ما لأنه يمكنه حينئذ تجاوز هذا الموضوع».